في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، ورد ذكر احتمال دخول المرأة إلى النار نتيجة لعادات غير محترمة تجاه الرجال الذين يعيشون معها. وأكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نفس الرواية أن سبب تلك المشكلة قد يكون "مكافحة النعمة وعدم الاعتراف بها". وبالتالي، فإن عدم تقدير وإظهار الامتنان للنعمة التي يتمتع بها الشخص، سواء كانت مادية أم معنوية، يعد خطراً محتملاً قد يؤدي إلى فقدان الثواب والقيمة الأخلاقية.
وقد فسّر الفقهاء "العشير" في هذا السياق بأنه الزوج، ولكن بعضهم توسع ليشمله أيضاً كل شخص تخاطبه المرأة بشكل يومي. وفي ظل هذا التوسع، يأخذنا هذا التأويل إلى مكان عميق ومؤثر جداً: دور الوالدين وكيف يجب أن يقوموا بتعليمه لأبنائهم عن احترام وتقدير جهودهما ونعماتهما الدائمة عليهم.
فلنحاول فهم طبيعة علاقة الطفل بوالديه كمصدر دائم للحنان والدعم والعناية. عندما يكبر الطفل ويتعلم كيفية العطاء بدوره فهذا يجب أن يكون امتداداً لما قدمه له آباءه طيلة سنوات حياتهما معه. فالامتنان المستمر لنعمتهم سيحافظ بلا شك على قلب المتلقي بعيدا عن طريق الغضب والإساءة، خاصة نحو أولئك الذين بذلوا الكثير لإعطائه الفرصة للاستمتاع بالحياة كما هي الآن.
إذا نظرنا مرة أخرى لهذا الوعد بالنار بناءً على طريقة تعامل الناس داخل المجتمع الإسلامي اليوم، سنرى مدى أهميته للأطفال خصوصا لتكون لديهم نظرة واضحة حول حقوق الآخرين وكذلك حقوقهم الخاصة أثناء نموهم وهم يمارسون استقلاليات جديدة ضمن بيئة اجتماعية أكبر بكثير مما كانوا معتادين عليها سابقاً. لذلك دعونا نركز دائماً على ترسيخ ثقافة الشكر والتقدير بين أبناء مجتمعنا لتحقيق جو أفضل يسود العلاقات الإنسانية كافة. إنها مسؤوليتنا نحن كآباء وأمهات وعلماء دين وشباب وشيوخ لنربي أجيال قادمة تتميز بحب الخير واحترام الحقوق مهما اختلفت أشكالها وأشكال أدوات تقديمها واستقبالها كذلك!