في الإسلام، يعدّ الاستغفار أحد أهم العبادات التي تقرب المسلم إلى الله عز وجل وتفتح أبوابه للأجر والثواب الكبير. عندما يتعلق الأمر باختيار طريقة للاستغفار، فإن بعض المسلمين قد يشعرون بالحيرة بشأن ما إذا كانت الإكثار من قول "استغفر الله" أو استخدام دعاء سيد الاستغفار - الذي ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم - أفضل. إليكم توجيه شرعي حول هذه المسألة:
الأذكار والأدعية المستمدة مباشرةً من السنة النبوية لها مكانة خاصة ويجب احترامها واستخدامها بحسب الظروف والمواقف المختلفة. فبعد أداء الصلاة، مثلاً، كان الصحابة الكرام يستخدمون عبارة "أسأل الله المغفرة"، والتي ثبت أنها سنة نبوية حسنة. ومع ذلك، لدى البعض فضيلة خاصّة تُطلق عليها اسم "سيد الاستغفار"، والذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره الدعاء الأقوى للخلاص والمعافاة الروحية. وقد ورد في الحديث الشريف أنه لمن يقول هذا الدّعاء إيمانًا صادقا خلال النهار قبل الغروب سيكون من أهل الجنّة إن مات نفسّه تلك الليلة، والعكس صحيح لأهل الليل.
وعلى الرغم من تفرد "سيد الاستغفار" بمكانته الخاصة إلا أنه يجدر بنا الانتباه أيضًا إلى فعالية الرسول الكريم نفسه في كثير من المواقف حيث كان يعيد دُعاؤَه "اللهم اغفر لي" عدداً كبيرًا من المرات يصل إلى مئة مرة في جلسة واحده حسب العديد من الآحاديث الصحيحة. وهذا يدفعنا للتساؤل: هل يكمن التفوق حقّا فيما اختاره أكثر رسول الرحمة والتسامح وهو المتبع للسنة الفعلية والنظرية؟ المنطق الشرعي هنا يؤكد بأن كثافة عدد مرات الاستغفار باستخدام صيغة مختصرة مثل "اللهم اغفر لي" يمكن اعتبارها الأكثر رجاحة وصلاحية بغرض الحصول على أكبر قدر ممكن من الثواب والمغفرة الربانية دون التقليل مطلقًا من شأن المعنى العميق لسيد الاستغفار. إذ يجب عدم المقارنة بينهما بشكل تنافسي وإنما التأمل في كيفية تحقيق المنافع القصوى بروح التسليم والإلحاح أمام القدرة البالغة والحكمة الخالصة للإله القدير الواحد.