يتزايد اهتمام المجتمع الطبي بشكل مستمر بدور الضوء في تحسين الصحة البشرية. أحد هذه الأشكال الواعدة لعلاج الضوء هو العلاج بالضوء الساطع، المعروف أيضاً باسم "Phototherapy". هذا النوع من العلاج يستغل الطاقة الموجودة في الضوء لتحقيق نتائج طبية ملحوظة. يتراوح سطوع الضوء المستخدم عادةً بين 2,000 إلى 5,000 لوكس، وهو أعلى بكثير مما نختبره عادةً في البيئة المنزلية التي تعتبر ضمن نطاق 50-500 لوكس فقط - مشابه لشدة ضوء شموع مشتعلة حديثاً.
لقد ثبت أن العلاج بالضوء الساطع فعال للغاية في معالجة مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الصحية. فهو يساعد بشكل خاص في إدارة متلازمة اضطراب النوم، ومشاكل دورة الحيض غير المنتظمة، بالإضافة إلى حالة معروفة باسم "الشعور الزائد بالنور"، وهي الحالة التي تعاني فيها بعض الأشخاص من زيادة الحساسية تجاه الأنوار القوية. يمكن وصفها بأنها نوع من الصداع المصاحب لمواجهة كميات كبيرة من الضوء.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر العلاج بالليزر البارد، باستخدام نبضات ذات كثافة أقل ولكن طول زمني أقصر، أداءً مثير للإعجاب خاصة بالنسبة للألم والإصابات الرياضية، وكذلك فيما يتعلق بـ "متلازمة الألم العضلي الليفي". إنه مفيد أيضًا في مجالات مثل طب الأسنان والأمراض الجلدية.
وبالنسبة للعلاج بالضوء ذو الطيف الكامل، فإن التعرض لأشعة الشمس الطبيعية وغيرها من أشكال الطيف الضوئي الكامل يعطي نتائج إيجابية ضد العديد من الأمراض بما فيها الاكتئاب، فرط نشاط الأطفال، ارتفاع ضغط الدم، الصداع النصفي، وآلام مسبق للدورة الشهرية لدى النساء. حتى أنه يستخدم منذ القدم لمساعدة حديثي الولادة الذين يعانون من مرض صفراء الولادة.
وفي مجال آخر مهم، وجد أن كلٌّ من الضوء الشمسي الكامل والضوء الأبيض الساطع يعملان على تخفيف الأعراض المرتبطة بخلل المشاعر الموسمية، والتي تعرف أيضاً بالعزلة النفسية الشتوية. تشمل تلك الأعراض الاكتئاب، زيادة الشهية والتوجه نحو تناول الكثير من الطعام، وفقدان الرغبة الجنسية.
إن البحث المستمر في فوائد العلاج بالضوء يسلط الضوء على مدى تنوع واستراتيجيتها الوقائية والعلاجية المحتملة داخل قطاع الرعاية الصحية الحديثة.