إذا كنت امرأة مسلمة تعاني من حالة تؤثر بشكل مباشر على قدرتك على أداء فريضة الصيام بسبب سحر مُمارَس عليك منذ خمس سنوات، هناك عدة حالات يمكن النظر إليها وفقًا للشريعة الإسلامية:
الحالة الأولى: عندما يكون للسحر تأثير كبير على حالتك النفسية أو الصحية بحيث تفقد القدرة الكاملة على التمييز بين الحق والباطل وتنفذ الأمر بدون قصد، فتكون في حكم المجنون. في هذه الحالة، لا تُعتبر ملزمة بالإسلام بتصريف الفروض الدينية بما في ذلك الصلاة والصوم. وهذا مستند إلى الحديث النبوي الذي يقول: "رفع القلم عن ثلاثة..." والذي يشمل الطفل حتى بلوغه سن الرجوع, والنوم حتى يستيقظ منه, والمجنون حتى يرجع إليه رشده".
أما بالنسبة لحالتك الثانية حيث قد تكون مدركة لعقلك ولكنه مشوش نتيجة للسحر، هنا يجب عليك أن تجهد نفسك لتأدية واجبات الدين كما جاء في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ويمكنك الاعتماد على ذكر الله وقراءاته لإبعاد التأثير السلبي لهذا السحر حسب النصائح المقدمة في كتب مثل "الكلم الطيب" لابن تيمية و"الوابل الصيب" لابن القيم وغيرهما.
وفي حال كانت الأمراض الناتجة عن السحر تشكل تحديًا خطيرا أمام القدرة على الصوم، سواء خلال فترة اليقظة والعقل أو عدمها، فقد تتطلب القضية دراسة خاصة بناءً على درجة شدتها وعلى احتمالية التعافي منها. إذا كان المرض قابلا للعلاج ومن المتوقع زوال أثره، ستكون مدينا بالقضاء عند الشفاء. أما لو وصل الأمر لرأس مرض مزمن لا رجعة عنه يصعب معها تحمل الصوم، فسوف ترتفع عنكم مسؤولية القضاء ولكن عوضًا عنها تقوم بإطعام فقير لكل يوم تفطرينه.
وتذكر دائما أنه ينبغي لك ارتقاء الدعوات والاستشفاء بالأذكار المشروعة والسور القرآنيّة كالآيتين المعوذتين وسورة الإخلاص وفاطر وغيرها الكثير المنصوص عليها في الأدعية والأحاديث المدونة.
بذلك نعطي جميع الخيارات المحتملة ونتابع توجيهات أهل الاختصاص الذين أكدوا ضرورة الاستمرار في مقاومة تلك الأفكار الضارة واستغلال كل الوسائل القانونية لتحقيق العلاج والتخلص النهائي من آثارها المؤذية.
