الحمد لله، تتناول هذه الفتوى موضوعاً مهماً يُثار كثيراً في المجتمعات المسلمة، وهو حكم الدعاء لجميع المسلمين بدخول جنة الفردوس. وفق العلماء، فإن هذا النوع من الدعاء ليس فقط جائزاً، ولكنه أيضاً مستحب ومندوب اليه بناءً على السنة النبوية المطهرة.
أوضح ابن الشاط ردّاً على من منع مثل هذه الأدعية، أن عدم قبول أي نوع من الدعوات التي فيها طلب الخير ليست منطقية. فالرسول الكريم دعا لنا جميعاً بالسؤال عن الفردوس الأعلى في الجنة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ, فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ"، مما يشير إلى أهمية ودلالة عميقة لهذه الدعوة.
الفردوس الأعلى هو أعلى درجات الجنة، وهو نفسه متعدد الطبقات والأمجاده، حيث يعد الوسيلة أعلى مستوى فيها وهي مكانة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الخاصة. أكد المفسرون أن جمع المسلمين والدعاء لهم باستخدام الفقرات الكونية في القرآن مثل "(أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)" يؤكد شرعية هذا النوع من الأدعية.
وعليه، فإن دعوة المسلمين بالفردوس هي عمل مؤثر ومبارك، سواء كان الشخص يدعو لنفسه أولغيره، فهو ضمن تعليماته النبوية. حتى وإن كانت هذه الدعوة لمجموعة كبيرة من الناس، فهي جزء مهم من الروحانية والإخلاص الذي يجب أن يسود مجتمعنا الإسلامي.
وفي النهاية، نوصيك أخي المستشير وأختي المستشارة بطلب الرحمة والجنة للفلاحين والمؤمنين، فهذا الأمر محبوب عند رب العالمين.