رحلة الأكسجين: فهم عمليّة التنفس البشرية المعقدة

التنفس، تلك العملية التي نعتبرها أمراً بديهياً، هي في الواقع معجزة هندسية بيولوجية رائعة تُمكننا من البقاء على قيد الحياة. تبدأ هذه الرحلة داخل رئتينا

التنفس، تلك العملية التي نعتبرها أمراً بديهياً، هي في الواقع معجزة هندسية بيولوجية رائعة تُمكننا من البقاء على قيد الحياة. تبدأ هذه الرحلة داخل رئتينا. عندما نتنفس الهواء، يدخل عبر الفم أو الأنف إلى الحلق ثم إلى القصبة الهوائية. هنا، يقسم هذا النفق الرئيسي نفسه إلى شريانين صغيرين يُعرفان بالشعبتين الرئويتين اللتين تدخل كل واحدة منهما إلى رئة مختلفة.

داخل الرئتين، تتفرّع الشعبتان أكثر فأكثر حتى تصبحا شبكة واسعة ومتشعبه تسمى الشعبة الدقيقة. وفي نهاية هذه الشبكات الصغيرة جداً، توجد مجموعة كبيرة من الأكياس الهوائية المرنة والمعروفة باسم الجيوب الهوائية. هذه هي المكان الذي يحدث فيه تبادل الغازات بشكل أساسي.

تحتوي خلايا الدم الحمراء الموجودة في مجرى الدم على بروتين يسمى الهيموجلوبين والذي يلعب دوراً حيوياً في نقل الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون عبر الجسم. خلال مرحلة الشهيق، يمتلئ الجيب الهوائي بالأوكسجين الذي ينتقل بعد ذلك إلى الخلايا الدموية مسبباً تغييراً كيميائياً في تركيبة الهيموجلوبين مما يجعله يشكل رابطاً مع غاز الأوكسجين. وبمجرد ان يحصل خلية دم حمراء محملة بالأوكسجين على فرصة العبور بالقرب من أحد الشرايين المغذية للرئة، فإنه يتم تحويلها مباشرة نحو القلب ومنه إلى مختلف مناطق وأنسجة الجسم لتزويدها بطاقة ضرورية لعمليات التشغيل الطبيعية لحياة الإنسان.

وفي الجانب الآخر من الطيف، يقوم جسمنا بنفس العمليات ولكن بالعكس أثناء الزفير حين تنطلق ثاني أكسيد الكربون خارج الجسم بصورة طبيعية وذلك نتيجة لعملية الاستقلاب والنشاطات اليومية المختلفة مثل الرياضة والنوم وغيرها الكثير والتي تنتج عنها كميات كبيرة من هذا النوع الضار من الغازات الذائبة بالسوائل والأوعية الدموية قبل طرده نهائيًا عبر فتحتي الانف والفم مرة أخرى.

وبذلك تكمل دورة حياة نشطة وحساسة للغاية تحتاج لباقي أعضاء كُلية النظام البيولوجي تحت الأرض لنظام وظائف حيوانية متكاملة وفعالة بشكل مستمر للحفاظ على توازن صحته العامة وسير حياته اليومية بكفاءة عالية دائمًا بإذن الله تعالى.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات