على الرغم من الفوائد العديدة التي قد توفرها الخميرة لبعض الناس، إلا أنها يمكن أن تؤدي أيضًا إلى مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية الضارة عند استخدامها مباشرة على الجلد. هذا المقال سيناقش هذه التأثيرات بالتفصيل لمساعدة القراء على اتخاذ قرارات مستنيرة حول دمج الخميرة في روتين العناية بالبشرة الخاص بهم.
تحتوي الخميرة على مواد كيميائية مختلفة مثل الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن والمستخلصات النباتية، والتي تعتبر مفيدة بشكل عام لصحة الجسم. ومع ذلك، عندما يتم تطبيقها موضعياً على البشرة، فقد تتسبب في رد فعل تحسسي لدى بعض الأفراد. الأعراض الأكثر شيوعاً للتحسس تشمل الاحمرار والحكة والتورّم والبثور. إذا ظهرت أي من هذه الأعراض بعد وضع خميرة على بشرتك، يجب عليك غسل المنطقة المصابة فوراً وتوقف عن استعمال المنتج نهائياً.
بالإضافة إلى حساسية الجلد المحتملة، فإن الخمائر تحتوي أيضاً على إنزيمات تعمل كمطهرات طبيعية تساعد في عملية الهضم داخل الجهاز الهضمي لجسم الإنسان. ولكن عندما تستخدم خارجيًا، قد تجذب هذه الإنزيمات الجراثيم والبكتيريا الموجودة بالفعل على سطح جلدك مما يؤدي إلى تفاقم حالات معينة مثل حب الشباب والإكزيمة والأكزيما الدهنية وغيرها من مشاكل الجلد الأخرى. لذلك يُفضل الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالات عدم وضع خمائرهم مباشرة على بشرتهم حتى لو كانت مصنوعة خصيصا للعناية بالبشرة.
من الجدير ذكره أنه رغم وجود العديد من المنتجات المتاحة تجاريا والتي تدعي احتوائها على مركبات ذات أساس خمايري لفوائد صحية عديدة، لكن هذا ليس دليلاً قاطعاً بأن جميع أنواع الخميرة آمنة للاستخدام الخارجي. فعلى سبيل المثال، النوع المعروف باسم Saccharomyces cerevisiae يستخدم عادة لإنتاج النبيذ وهو غير مناسب تماما لأغراض علاجية خارجية لأنه يحتوي نسبة مرتفعة جداً من الكحول والذي يجفف ويضر بنسيج الجلد الصحي بدلا من تقويته.
وفي الختام، بينما يمكن أن تكون الخميرة مصدر غذاء ومصدر مغذي رائع للجسد الداخلي للإنسان ومنتج فعال لمجموعة واسعة من الوظائف البيولوجية الأخرى؛ فإن إدراجها كجزء أساسي من الروتين اليومي للعناية بالعناصر الخارجية للغلاف الحيوي للإنسان -أي بشرة الإنسان- قد ينطوي على مخاطر كبيرة محتملة وربما يوصَح الامتناع عنه بدون تقدير المخاطر أولاً والاستشارة الطبية لاحقاً. لذلك دائماً ما يكون الاستعلام الدقيق واستشارة الطبيب المناسب خطوة ضرورية قبل اعتماد أي منتجات جديدة للعناية الشخصية سواء أكانت مبتكرة أم معروفة منذ القدم كالخميرة هنا مثلاً.