يتناول هذا المقال فتوى هامة حول طبيعة واحترام عيد الميلاد وتقاليد الاحتفال بالمناسبات الشخصية في الإسلام، استنادا إلى آراء علماء الدين المعروفين مثل ابن عثيمين. يُشدد المتخصصون هنا على أن تحديد "البدعة" في المجال الديني يتم عبر الضبط التالي: عندما يختار الشخص أداء أعمال عبادة غير تلك التي وضعها الله سبحانه وتعالى.
الأعياد التقليدية المرتبطة بتاريخ ولادتنا هي جزء من الثقافة الحديثة والتي ربما اتخذتها المجتمعات البشرية من الأمم الأخرى قبل ظهور الإسلام. هذه الطقوس غالبًا ما تتضمن مظاهر عامة من الفرح، وهي بالتالي يمكن اعتبارها عادات وليست أعمالا دينية بكل معنى الكلمة. ولكن، عند النظر إليها بشكل معمق، هناك مخاطر محتملة متعلقة بشدة بهذه العادة.
من جهة أولى، قد تصنف بعض الأعراف الاجتماعية المصاحبة لعيد الميلاد بأنها أشكال مبتكرة من الشعائر الدينية بقدر كبير مما يؤدي بنا إلى مجال العقيدة الإسلامية نفسها. حتى لو كانت الغاية الأصلية للاحتفال هي مجرد الاستمتاع بالحياة والتواصل الاجتماعي، إلا أنها حين تربط بالطقوس والمعتقدات الجديدة، فقد تدخل ضمن خانة "البدعة". القرآن الكريم والسنة النبوية يشيران بصراحة إلى مناشدة عدم ابتكار شعائر جديدة خارج ما رسمه الله وأرسله برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن جانب آخر، يوجد خطر مشابه مرتبط بهذا النوع من المناسبات حيث أنه يمكن اعتباره نوعا من التسليم للعادات والأفعال الخاصة بالأمم الأخرى التي تخالف القيم والإرشادات الإسلامية. وفقا للسنة النبوية المطهرة، يجب تفادي تقليد الأقوام الوثنية والمشركة قدر الإمكان إذ يقول الحديث القدسي: "من تشبه بقوم فهو منهم."
في النهاية، بينما قد يبدو عيد الميلاد الذي تحتفل به العديد من الدول والثقافات العالمية كجزء لا يتجزأ من حياتنا، إلا أنه ينبغي فهمه ومعاملته بحذر شديد فيما يتعلق بالقانون الأخلاقي والديني للإسلام. سواء تم تقديره كمهرجان اجتماعي بسيط أو كرمز للمعرفة الروحية العميقة، فإنه يحتاج دائما لتقييمه بميزان الأحكام الشرعية والعلاقات التاريخية مع مختلف المجتمعات الإنسانية. ولا شك أن أفضل نهج للحفاظ على روح الولاء الديني والحكمة المدنية يتأتى عندما نتبع الطريق المستقيم المؤكد الذي خطه لنا ديننا الحنيف.