في رحلة الحمل الرائعة التي تستمر تسعة أشهر، يبدأ الشهر السادس عادةً بتحولات ملحوظة في نشاط وسلوك الطفل داخل الرحم. خلال هذا الفصل المهم من التطور الجنيني، يمكن للأمهات البدء بملاحظة بعض الحركات الأولى الواضحة لجنينهنّ. هذه الفترة تشهد زيادة كبيرة في النشاط الهيكلي والعضلي للطفل مما يؤدي إلى ظهور تلك "الحركات" الخفيفة والمبهجة والتي غالبًا ما تعتبر أول إشارة على الحياة الخاصة بالطفل.
بحلول نهاية الأشهر الأربعة الأولى - أو بداية الثلث الثاني للحمل - قد بدأت عضلات جنينكِ بالفعل بالتكون وتقوى بشكل كبير. لكن بسبب قصر وارتخاء الجلد حول جسم الجنين الصغير جدًا آنذاك، فإن معظم حركاته لم تكن واضحة بعد. ومع ذلك، مع تقدم الحمل نحو الستة شهور، تصبح الأعضاء العصبية أكثر تطوراً ويبلغ الدماغ مرحلة تسمح له بإصدار أوامر للجسم لتحريك نفسه بطرق مختلفة ومتنوعة.
تعتبر حركة اليدين والأقدام خطوة هامة جداً في تاريخ نمو طفلك داخل الرحم؛ فهي دليل واضح وقوي على صحته واستعداده للتواصل والتفاعل مع العالم الخارجي حتى قبل ولادته. بالإضافة لذلك، تبدأ الرأس أيضا بالحركة بينما يكسب رقبة الجنين القوة اللازمة لدعمه. أما بالنسبة للمعصمين والساقان فقد أصبحا قادريْن الآن على الانحناء والإمساك بالعظام الأخرى وهو أمر سلس وكأنها مهارة مكتسبة منذ الولادة!
ومهما كانت طبيعية ومألوفة ظاهرياً، فإن الشعور بحركة جنينك لأول مرة هو تجربة مدهشة وغير قابلة للنسيان لحظات كثيرة. إنها اللحظة التي تتاح فيها الفرصة لكل أم لاستقبال طفلها وإن كان داخل أحشاءها فقط! إليكم كيف يمكنكم رصد هذه التجربة الفريدة وما يدور خلف أبواب الرحم أثناء بلوغه ستة اشهر...
