في الإسلام، يُعتبر الحج أحد الأركان الخمسة وهو فرض عين عند القدرة عليه لكل مسلم قادر. وقد أكدت السنة النبوية أن للحج مكانة خاصة لدى المسلمين، حيث وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الحج بأنه "جهاد النساء".
روى الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قولها للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، هل على النساء من جهاد؟ فقال: 'نعم، عليهن جهاد ليس له قتال: الحج والعمرة'". هذه الرواية تشير إلى أن الحج يشكل نوعاً مميزاً من الجهاد للمرأة المسلمة، والذي يتمثل أساساً في أداء هذا الواجب الديني دون الانخراط في القتال الفعلي.
بالرغم من أهمية الحج كعمل صالح وكمظهر من مظاهر الزهد والكرم تجاه الذات والمال، إلا أنه لا يمكن اعتباره وحده سبباً مباشراً لفوز الشخص بشرف الشهادة. وذلك وفق تعليمات الرسول الكريم نفسه كما ورد في حديث سهل بن أبي أمامة بن سهيل بن حنيف رضي الله عنه. يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "من طلب الشهادة صادقاً، أعطاه الله منزلته ولو لم تصبه"، وبالتالي، فإن المتاقتلين والشهداء هم أولئك الذين يسعون لتحقيق هدف نبيل مثل الدفاع عن الدين والبلاد والنفس، وليس فقط بسبب موقع موتهم.
ومع ذلك، عندما تأخذ امرأة مسلمة قرار الذهاب للحج برغبة صادقة ومخلصة في تحقيق أعلى درجات التقرب إلى الله عز وجل والاستعداد للأعمال الصالحة، بما فيها الشهادة إن توفر الظروف المناسبة لذلك، فقد تكون مؤهلة لتكون واحدة ممن يستحقون الثواب الجزيل للشهداء بناءً على نيتهم الطيبة وصلاح عملهم. وهذا يعود لنيتنا ونوايا قلوبنا، وليست مجرد المكان الذي نموت فيه. يجب تذكر دائماً بأن أي عمل صالح يقوم به المرء بتقوى وإخلاص يكون جزءا ذا قيمة هائلة في نظر رب العالمين.