في إطار سعيكم لأداء فريضة الحج، نتعرض هنا لاستشارتك الشرعية المتعلقة بالحالة الخاصة لعائلتكم المصرية المقيمة في أستراليا. يسعى الزوج والأخت -كما يبدو من رسالتكم- للأداء بشكل مشترك لهذه الفريضة العظيمة، إلا أن ارتفاع تكلفة الحج وصعوبات أخرى قامعت الطريق أمام تحقيق تلك الأمنية المشتركة.
على الرغم من أهميتها القصوى وحتميتها عند القدرة عليها وفقاً لما جاء في القرآن الكريم "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً"، فقد حددت الشريعة الإسلامية للاستطاعة تعريف يمكن اختصاره فيما يلي: القدرة الجسدية والنفسية، بالإضافة لتوفير البدلات اللازمة للسفر وأداء الشعائر الدينية المرتبطة بمناسك الحج والتي تتضمن الطعام والسكن وغيرهما أثناء الرحلة والإقامة بالمملكة العربية السعودية خلال أيام الحج نفسها وعند الرجوع أيضاً.
بالنظر لحالتكم الخاصة ومع الوضع الحالي لزوجك الحالي والذي لم يستقر بعد وظيفياً ولم يحصل بعد على مكافأة نهاية الخدمة السنوية، وبالتالي سيكون سفره دون راتب لفترة شهر كامل، فإن الأمر ليس بسيطاً خاصة بالنسبة لشخص بدأ للتو في مكان عمل جديد. بناءً على هذه التفاصيل المعقدة والحساسة، يمكن اعتبار كونك تحت الضغط نتيجة ظروف العمل الجديدة نوع من الاعتذار المحتمل حسب رأي علماء الدين الإسلامي.
ومع ذلك، فإن القرار النهائي يعود إليكم جميعاً واستشارة رجال الدين المحليين لديكم مهم للغاية في مثل هذه المواقف الحرجة لاتخاذ قرارات مستنيرة ودقيقة بشأن دخول منطقة حكم "غير قادر". وإن كنت تنصح بتأجيل الأمر لهذا العام وانتظار الحصول على دفعات الرواتب المستقبلية بما أنها ستمكنكم من القيام برحلتكما المقدستين دون أي عقبات محتملة قد تؤدي لقضايا قانونية أو اقتصادية غير متوقعة.
وفي الأخير يأتي موضوع الزيارات المنزلية مقابل ادخار الأموال من أجل الحج، فرغم أهمية التواصل العائلي واحتضان الأقارب والأصدقاء القدامى إلّا أنّ تركيز الطاقة والوقت والموارد نحو الوصول للحج أولويتك الآن نظرًا لصفته كموضوع مقدس يرتقي فوق كل شيء آخر حتى ضمن تصنيف الأشياء ذات الطبيعة الاجتماعية القلبانية كالروابط العائلية مثلاً.
نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لكل خير ويعينهم على اتخاذ الأنسب بين الاختيار المتاح لهم.