في مثل تلك الظروف المحزنة حيث يتم السرقة من شخص ما، قد يكون الأمر محبطًا ومزعجًا للغاية. ولكن وفق التعاليم الإسلامية، هناك جانب مشرق يجب استذكاره: "ما من مصيبة تُصيب المُسلم إلا كفر الله بها عنه"، كما ورد في الحديث القدسي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. يعني هذا أن كل مصيبة تمر بصاحب إيمان، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ترفع درجات صاحبها عند الله وتعوض عنه الخطايا. إن الشعور بالألم والخسارة نتيجة السرقة يمكن أن تكون نقطة تحول نحو مزيد من القرب من الله والتكفير عن الذنوب.
بالنسبة لسؤال كيفية استخدام الأموال المسروقة بشكل صحيح شرعًا، فإن القانون الإسلامي يوضح أن الملكية تبقى مع صاحبها الأصلي بغض النظر عن مكان وجود الشيء. بالتالي، يمكن لصاحب الأموال التي تم سرقتها التبرع بها - كتبرع تطوعي وليس جزءًا من واجبات الزكاة المفروضة. السبب الرئيسي لذلك يعود إلى أن الشرع يأمر بالإعطاء مما هو صالح ونقي فقط عند دفع الزكاة، والأموال المستردة ليست ضمن الفئة نفسها بسبب ظروفها الخاصة والتي تعتبر أقرب للدين منه لأي شيء آخر. ذكر أحد العلماء قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشأن ثلاث خصائص للإسلام الكامل؛ واحدة منها تقديم الصدقات بإخلاص وبحرص من وسط ممتلكاته الشخصية لتجنب منح هرم شديدة القدم أو مرضية جدًّا للشخص المتبرع لها وللتأكيد أيضًا بأن الله لن يستوجب عليه الخير ولكنه سيرشدنا إليه بدلاً من الشّر كما حدث في الآيات القرآنية حول الإنفاق. إذن، بناءً على النصائح الدينية المقدمة سابقاً، يبدو واضحاً بأنه لا يجوز الاعتبار هنا لهذا العمل كتلبية لدفع الواجب الزكوي نظرا لحالة الديون المشابهة والملاحظات الأخرى ذات الصلة بهذا السياق الخاص بموضوع الدراسة الحالي المتمثل فى موضوع 'الغصب'. إنها فرصة للتواصل مع رب العالمين والحصول على مكافأة روحانية كثيرة رغم المصيبة اليومية الصغيرة نسبياً!