- صاحب المنشور: أنيس السهيلي
ملخص النقاش:
تناولت المحادثة أساساً فكرة تغير طبيعة المعرفة وحدودها، متسائلة حول كيفية موازنة رغبة البشرية في تحديث تصورها لها ضد الحاجة لحفظ الثوابت الثقافية والتقاليد. بدأ غازي بن الأزرق المناقشة بالإشارة إلى أن المعرفة يجب أن تكون رحلة ديناميكية تعطي الأولوية للفكر العلمي والوعي البيئي والأخلاقي. يرى أن هذا النهج مطلوب لإحداث تأثير التحول اللازم لصالح البشرية والكوكب.
من ناحية أخرى، أعرب نائل الفاسي عن قلقه من خسارة القيم الأساسية خلال عملية التطوير المعرفي. يشدد على أهمية وزن التحديث جنباً إلى جنب مع المحافظة على التقاليد الثقافية. ويجادل بأن التنوع الإيجابي ممكن عبر اندماج أفضل مميزات الماضي مع الروح الريادية للمعرفة الحديثة.
ردّ غازي بن الأزرق على هذه المخاوف مؤكدًا أنه بدلاً من كون التغيير والمعرفة المتجددة عدوين، يمكنهما أن يكونا مكملين إذا تم تقديمها وفق منظور يحترم التراث البشري ويتجه نحو ازدهاره الاجتماعي والثقافي الدائم.
شارك حسين البوعزاوي بتأكيده على دور الواقعية والمراجعة الموضوعية للمفاهيم التراثية. اقترح تجديد الانتقاء الذكي لهذه المفاهيم استنادًا لما يساهم حقًا في تقدم المجتمع تحت مظلة الأخلاق والقوانين الإسلامية.
وأخيراً، دعم البوعناني القبائلي فكرة التغيير الطبيعية في الحياة، واقترح التركيز على استخدام تلك المفاهيم التاريخية التي تخدم مصالح المجتمع الحديث وتنسجم مع الأخلاق الإسلامية.
وفي نهاية المطاف، سلطت المحادثة الضوء على التحدي الأصعب وهو القدرة على التنقل بين مساحة التقارب والفروقات الواسعة بين حاجة الإنسان للتطور والمعرفة الجديدة والحاجة للدفاع عن الهوية الثقافية والتقاليد الراسخة.
