بالنسبة لسؤالك حول ورثتك للأرض وتخصيصها لظروف حياتك المستقبلية مثل زواج ابنك أو العلاج، فإن الإسلام يدعو إلى أداء فريضة الحج عندما تستطيع لذلك سبيلًا. يشترط للاستطاعة المالية القدرة على الإنفاق الذاتي والإعفاء من ديون ملزمة، مما يعني أنه ينبغي استخدام موارد زائدة فقط لهذه الغاية.
وفقًا للشريعة الإسلامية، الحج واجب على كل مسلم قادر جسديًّا وماليًّا. "والله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، كما ورد في القرآن الكريم (آل عمران: 97). تتضمن الاستطاعة قدرة الشخص على تحمل تكلفة الرحلة بالحصول على المال اللازم للسفر والإقامة والتغذية بشكل مستقل عن احتياجاته الأساسية واحتياجات عائلته التي تعتبر مسؤوليتك.
كما ذكر الإمام ابن القيم وابن قدامة، تعد ملكيتك للأرض غير المستخدمة للزرع أو التأجير والتي ليست مطلوبة لسداد الديون شرط أساسي لاعتبارها قابلة للبيع لأداء فريضة الحج. إن حفظ الأرض لحالات معينة مثل متطلبات أبنائك الصحية أو الاجتماعية ليست سببًا صالحًا للتوقف عن تأدية فريضة الحج بمجرد امتلاك الأموال اللازمة من بيع العقار الزائد.
في الواقع، يمكن النظر إلى مشاركتك في مناسك الحج باعتبارها فرصة لإزالة الفقر والمعاصي، حيث جاء في الحديث النبوي: "( تابعوا بين الحج والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذنب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة)". بالإضافة إلى ذلك، يحثنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بتلبية حاجات المنفقين والخائفين في حديث آخر: "( ... فاذا أصبحوا فقال أحد الملكين: اللهم أعط منفقًا خلفا...").
بناءً على ذلك، ينصح بالتوكّل على الله وبذل الجهد نحو أداء فريضة الحج باستخدام أموال عقارك الزائدة بشرط عدم تأثير البيع السلبي على ظروف المعيشة الحالية لك ولمستقبلك الاجتماعي.