تأثير التكنولوجيا الحديثة على القيم الاجتماعية التقليدية: منظور دراسة حالة مجتمعات شمال أفريقيا

مع تزايد انتشار واستخدام التكنولوجيا الحديثة، خاصة الإنترنت والوسائل الرقمية الأخرى، يواجه العديد من المجتمعات تحديات جديدة تتعلق بالقيم الاجتماعية ال

  • صاحب المنشور: بدرية الودغيري

    ملخص النقاش:
    مع تزايد انتشار واستخدام التكنولوجيا الحديثة، خاصة الإنترنت والوسائل الرقمية الأخرى، يواجه العديد من المجتمعات تحديات جديدة تتعلق بالقيم الاجتماعية التقليدية. هذا البحث سيستكشف تأثير هذه الثورة الرقمية على قيم المجتمعات في منطقة شمال أفريقيا، مع التركيز على مصر وتونس وليبيا كأمثلة حية.

**الملخص:**

شهدت السنوات الأخيرة تحولاً هائلاً في كيفية تعامل الأفراد والمجتمعات مع المعلومات والتفاعل الاجتماعي بفضل التطورات التكنولوجية. بينما توفر هذه الأداوت وسائل فعالة للتواصل والمعرفة، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى تغييرات غير متوقعة في الهوية الثقافية والقيم المحلية. في دول مثل مصر وتونس وليبيا -التي تتمتع بتاريخ غني ومتنوع من العادات والتقاليد- فإن فهم كيفية رد فعل المجتمع تجاه هذا التحول أمر بالغ الأهمية لفهم مستقبل العلاقات الاجتماعية والدينية والثقافية داخل تلك المجتمعات.

**الدراسات السابقة:**

قامت عدة دراسات بتقييم تأثيرات التكنولوجيا على المجتمعات العربية عموماً. وجدت واحدة منها أجرتها جامعة الملك سعود عام ٢٠١٨ أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة الوعي العام وانفتاح الأشخاص على ثقافات مختلفة واحترام اختلافاتها. ولكن نفس الدراسة ذكرت أيضاً خطر التعرض للمحتوى المنافي للقيم الدينية والأخلاقية المحلية. وبالمثل، وجد بحث آخر جرى بإشراف أكاديميين تونسيين سنة ٢019 أن هناك انقسام بين فوائد الوصول للآخر والحصول على خيارات أكثر لتعبير الذات عبر الانترنت مقابل تقليل الوقت المستقطع للعلاقات الحقيقية وجهًا لوجه وتعريض بعض الشباب لأفكار تتعارض مع معتقداتهم الراسخة.

**المنظور المقارن للدراسة الحالية:**

تم اختيار ثلاثة دول عربية شمالية بناءً على موقعها الجغرافي وثقافتها المشتركة بالإضافة لشخصيتها الاستراتيجية ضمن المنطقة المغاربية والعالم العربي الكبرى. تُظهر كل دولة ديناميكية مختلفة تجاه تبني تكنولوجيا الاتصال الجديدة رغم التشابه الظاهري في بيئة المستخدم النهائي. تشتهر تونس بنظام التعليم الجامعي المتطور وقد حققت تقدم ملحوظ فيما يتعلق بحماية البيانات الشخصية عبر الفضاء الإلكتروني منذ أحداث الربيع العربي التي شهدتها البلاد بداية القرن الجديد. أما ليبيا فقد مرت بفترة اضطراب سياسي كبير خلال السنوات الأخيرة مما جعل مواطنوها أكثر عرضة للإعلام الدولي ومن ثم التأثر به سواء كان ذلك إيجابي أم سلبي حسب نوع المحتوى الذي يصل إليهم مباشرة أو مكتمل المنعطفات عبر الرسائل المنسوخة المنتشرة بكثرة محليًا. وفي حين تعتبر مصر الأكبر سكانياً بين الثلاث وتمتلك تاريخا رائدا فى مجال الإعلام المرئي والمسموع قبل ظهور الإنترنت، تشكل الفوارق الطبقية المؤثرة عليها عقبة أمام تكافؤ فرص الحصول على خدمات العنكبوت العالمي حيث يعيش نسبة كبيرة من المصريين تحت خط الفقر ولا يمكنهم تحمل كلفة اشتراك ثابت بشركة تقديم خدمة الأنترنت المنزلية الأساسية فضلا عن محدودية وجود مراكز عامة بها ذات سرعات عالية تمكن زائرينا باستخدامه بدون مشاكل متعلقة بأوقات الذروة اليومية بالمناطق المكتظة بالسكان .

**الفصل الأول: السياق التاريخي والإجتماعي لكل بلد:**

مصر:* تمتاز بثراء تراثي عميق له جذوره القديمة والتي تساهم بقوة بمكونات هيكل التصرف والسلوك لدى المواطنين الحاليين الذين حافظ الكثير منهم ولو بصمتٍ جزئية عن تطبيق الأعراف المحلية الأصيلة رغم دخول العالم الحديث لهم أخيراً بعد رفض طويل لاتخاذ الخطوة الأولى نحو إعادة تعريف تصوراتهم للحياة وفق مقاييس عالمنة مغيرة للأحوال كما عرفوها سابقاً.

تونس:* كانت دوما تقدّميّة مسبوقة لعاصفة الإصلاح السياسي والاقتصادي عقب استقلالها حديث نسبيا مقارنة بالأخرى حول البحر المتوسط إذ لم تمر فترة حكم طويلة للاستعمار الفرنسي وذلك ساعد كثيرًا عند انتقال بلاد العرباء الليبيراليَّة الصغيرة باتجاه عصر جديد مبشر بعزلة أقل وعزوف أقل أيضًا عن احترام الآخر المختلف بكل حالاته المختلفة وهذه نقطة قوة مطردة قابل لها طريق سهولة دمج منتجات الغرب بالصناعة المحلية بجودة موازنة للسعر تناسب الجميع بغض النظرعن وضعهم المعيشي وعلى أساس حرية الاختيار الشخص


عبدالناصر البصري

16577 Blog indlæg

Kommentarer