عندما تكون في نزهة ونسمع الأذان القادم من مسجد ليس بعيداً، وهو على مسافة بين ١٥۰ و٢٠۰ متراً، هناك التزام شرعي بالحضور لصلاة الجماعة في هذا المسجد. هذا بناءً على عدة أحاديث شريفة وتوجيهات من علماء الدين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ"، مما يشير إلى أهمية حضور صلاة الجماعة. وهناك أيضًا قصة الرجل الأعمى الذي طلب الإذن بالصلاة في البيت بسبب مشقات الطريق، ولكن عندما تأكد الرسول أنه يستطيع سماع نداء الصلاة، أمره بحضور الجماعة لتلبية الدعوة.
بالإضافة إلى ذلك، العلماء كما ذكرتهم الفتوى الأصلية يؤكدون أنه إذا كنت بالقرب من المسجد ويمكنك سماع الأذان، فلا بد من الذهاب للصلاة مع الجماعة. إن فعلت خلاف ذلك، ستكون قد تخلفت عن فريضة الصلاة وفق الحديث الشريف "فَلَا صَلَاةَ لَهُ ، إلَّا مِنْ عُذْرٍ".
بالطبع، هناك حكم خاص بالنسبة لأولئك الذين يكونون بعيدين جدا عن المساجد حتى لا يسمعوا النداء. هذه الحالة مختلفة تماما، حيث يمكن لهم الحصول على ثواب أكبر من خلال أداء الصلاة بشكل فردي في المنطقة المفتوحة ("الفلاة") مع الالتزام الكامل بركوع وسجود كل ركعة.
في موقفنا الخاص، كان ينبغي عليكم جميعاً اتباع الأمر بالتوجه نحو المسجد لإقامة الصلاة ضمن صفوف الجماعة. وهذا الحكم مستمر بغض النظر عن عدد الأشخاص الآخرين الذين اختاروا البقاء والمشاركة في صلاة خارج المسجد.
وفي النهاية، الإسلام يحث دائماً على الاجتماع والإلتزام بروتين الحياة المجتمعية بما فيها حضور الجماعة في المساجد قدر المستطاع.