- صاحب المنشور: كمال الدين الصديقي
ملخص النقاش:
يتناول هذا النقاش دور التكنولوجيا في التعليم، مستعرضا مواقف مختلفة بشأن احتمال استبدال المعلمين بأدوات الذكاء الاصطناعي. يشترك معظم المشاركين في الرأي القائل بأن التكنولوجيا يمكن أن تدعم وتحسن العملية التعليمية، لكنها لا تستطيع تقليد العنصر البشري، خاصة فيما يتعلق بالعاطفة والتواصل الاجتماعي والدعم النفسي. يرى البعض أن التكنولوجيا قد تساهم في تحسين جوانب معينة مثل التصحيح اللغوي دون البشر، بينما يشدد آخرون على أهمية الدور الإنساني للعوامل غير قابلة للاستبدال بواسطة الآلات.
بدأ "الكزيري البكري" بتأكيد أنه بينما تحتفظ التكنولوجيا بإمكاناتها في توسيع قاعدة المعلومات وتقديمها بسرعة ودقة، فإنها عاجزة حاليًا عن إعادة إنتاج المشاعر الإنسانية الأساسية اللازمة للتعليم الفعال. كما سلط الضوء على الحاجة المتزايدة للدعم النفسي والعلاقات الاجتماعية خلال مراحل حياتية حرجة لدى الطلاب، وهي نقاط ضعف أمام الحلول الآلية.
وافق "لقمان الريفي"، مشددًا على أن دور المعلمين ليس مجرد نقل معرفي مباشر وإنما تشكيل بيئة تعلم مصممة خصيص لكل طفل بناءً على احتياجاته الخاصة. وأكد أن العلاقات الانسانية والمعرفة الذاتية للمعلم تلعب دورًا حاسمًا لا يمكن نقله مباشرة للخوارزميات البرمجية حتى الآن.
وتحدثت "نرجس الرفاعي" بصراحة حول الطبيعة الحيوية للحنان والعاطفة ضمن الرحلة التعلمية قائلة إنه مهما بلغ تقدّم الترميز الرقمي فلن يتمكن مطلقاً من الوصول لمستوى عميق كهذا النوع من الارتباط.
اختلف قليلاً "مؤمن الصيادي" منتقدًا الخوف المرتبط باستخدام التكنولوجيا في التعليم مقارنة بفكرة استبدال الفنون اليدوية بالأجهزة ذات يوم. وأشار إلى مجال واحد تحديدًا حيث قد تتفوق فيه التكنولوجيا وهو الجانب الكتابي والنحوي للقراءة والكتابة إذ تتم برمجتها لإنتاج نتائج دقيقة ومجردة بدون أي تأثير بشري سلبي محتمل. واستخدم مثالَي اللغة العربيَّة القياسية والصحة النفسية للتأكيد على استخدام التكنولوجيا جنبا إلي جنب مع الأفراد ذوي المهارات الأكثر تخصصا من أجل تطوير طرق جديدة للتعليم المستقبلي.
باختصار، من الواضح توافق أغلبية المشاركين بشأن كون التكنولوجيا مكمل ممتاز لمنظومة التعلم الحالي بفضل مميزاتها الرائدة عبر الإنترنت ولكنه أيضا مرآة تعكس حقيقة أن اللحظات الأكثر وقعاً والتي شكلت حياة العديد من الأشخاص جاءت بوساطة معلم مبتسم أو شخص مغرم بالعمل معه داخل الغرفة الصفراء الصغيرة تلك.
