الحمد لله الذي هدانا لهذا، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فأجابت دار الإفتاء المصرية بشأن سؤالك حول موضوع الحنث في الوعود المعقودة لله سبحانه وتعالى مما يلي:
تشكل الوعود الموقفة لله تعالي نوعاً خاصاً من العهود والنذور، حيث لها نفس حكمهما الشرعي وهي ملزمة ومترتبة عليها أحكام مخصوصة عند عدم الوفاء بها. يقول الحق تبارك وتعالى: "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا"، ويضيف القرآن الكريم في وصف حالة الذين يخلفونه: "... لما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون... فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون".
ويوضح العالم الجليل الشيخ ابن تيمية أنه إذا قال الشخص مثلاً:"أتعهد الله بأن أصوم الشهر القادم"، فهذا يعد نذراً وعهداً ويمينا مجتمعة. ولذلك، يجب الحرص دائماً على تجنب الخيانة أو تخلف هذه التعهدات والتزاماتها قدر المستطاع.
وفي حالتكم الخاصة حين تقترن تلك التعليمات بالأذكار اليومية مثل الذكر والاستغفار وغيرها، فقد تواجه بعض العراقيل المؤقتة بسبب الظروف الخارجية كالأسئلة المطروحة من قبل الأقارب خلال وقت الأدعية، أو طلب معلومات وظيفية آنياً أثناء الوقت المفترض للاستغراق الروحي. ومع ذلك، فالالتزام الأساسي هو المحافظة على روح الدعوة والإخلاص بشكل عام حتى لو حدث اختلال مؤقت بسبب ظروف قهرية.
أما بالنسبة للحساب الدقيق لحالات خرق التعهدات السابق ذكرها والتي ربما تتراوح بكثرة كونك غير قادرة على تحديد عدد محدد منها تماما، هنا يكون الحل الأمثل بالإكثار من الأعمال الطيبة والمبادرات الخيرية كمصدر للتكفير عنها حسب السنة النبوية الشريفة حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال :"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' من كانت عنده صدقة فليتصدق' ." رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه الألباني .
إضافة لذلك ، تشمل كفارة اليمان وفق الأصل الإسلامي تغذية عشر فقراء أو اللبس لهم أو التصدق لهم بثلاثة ايام متلاحمة لدي عدم القدرة المالية او الغذائية . وينصح أيضا باتباع النهج الإسلامي المعتدل عبر الامتناع عن تقديم أي قسم ذات تأثير سلبي محتمل حال حدوث مخالفاته مستقبلا لتحاشي المشاكل المحتملة لاحقا واستبداله بالإقبال نحو الأعمال الحميدة بدون ارتباط يقيد التصرفات بالمستقبل الغير معروف جزئه الأكبر لكل فرد سواءكان محدودا أم ثريا . نسأل الله القدير أن يوفقنا جميعا لسلوك طريق الحق والخير والثبات فيه إنه سميع مجيب .