في ظل الحديث عن موقف محدد حيث يقوم ابن عم طفلة عمرها ثلاث سنوات بتقبيلها واحتجازها بشكل متكرر، مما يثير القلق لدى الأم، يجب توضيح أهمية اتخاذ إجراءات فورية لحماية الطفلة. وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن حفظ الأمانة والحفاظ على سلامة الأفراد - وخاصة الأطفال - يعد مسؤولية كبيرة تُقع على عاتق الآباء والمعلمين.
في هذا السياق، تعتبر التصرفات التي تقوم بها الفتاة الصغيرة معرضة للإساءة الجنسية، حتى وإن كانت نابعة من نوايا بريئة من جانب الصبي. فالهدف هنا ليس تحديد وجود نيّة سيئة لدى الشخص المعنى، ولكن التركيز على الوقاية ومنع التعرض لأي نوع من أنواع الإساءات الجنسية. ويمكن تعريف الإساءة الجنسية بأنها تعرض الطفل لأي محتوى أو سلوك جنسي سواء قصداً أو بدون قصده. وفي حالة ابن العم، يشكل احتضانه المتكرر للطفلة وانتظاره لتكوين علاقة زواج معها مستقبلاً دلائل واضحة على خطورة الوضع.
كما يؤكد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ..." على ضرورة تحمل المسئولية تجاه الرعايا وتوفير الحماية لهم. لذلك، فإنه من واجبك قطع كافة أشكال الاتصال بين بنيكتا وهذا الشاب، خصوصاً بالنظر لقرار والدته برفض أي تفاعلات مستقبلية للأطفال نتيجة لهذه المشكلة. إنها فرصة للتأكيد مجدداً على أولوية حماية كرامة ورعاية ابنتك بدلاً من البحث عن مصالح شخصية بعيدة المنال قد تؤذي مشاعر الطفلين حالياً ومستقبليًا.
لتجنب المزيد من المضاعفات الاجتماعية والعاطفية المؤلمة، يجب اتخاذ القرار الصارم بفصل الطفلين وعدم استمرار تواصلهما. ليست لديك صلاحية إدارة العلاقات الشخصية خارج حدود أسرتك المباشرة، ولذا فالعبرة تكمُن بالحفاظ على رفاهية وصحة صغيرتك العزيزة قبل كل اعتبار آخر. نسأل الله القدير أن يحفظ أبنائنا وبناتنا ويقيهم من شتى صنوف سوء الخلائق والسلوكيات غير الحميدة.
