في سياق مشروع إنشاء موقع الكتروني حيث شاركت أنت وأخيك مستضافاً بعقد اتفاق على العمل سوياً حتى اكتمال المشروع, هناك حكم شرعي محدد حول هذه المسألة.
وفقاً لرأي أغلبية فقهاء الإسلام, تعتبر شركة المشاريع عقد غير لازم, مما يسمح لأي شريك بالانسحاب طالما لم يتم تحديد فترة زمنية واضحة للمشروع ولم يكن الانسحاب سيسبب ضرراً ملحوظاً للشريك الآخر. ولكن عندما يحدث التزام مشترك بالتاريخ النهائي لإنجاز العمل كما حدث هنا -كما يمكن اعتبار استمرار الخدمات المستضافة لفترة سنة توقيتاً ضمنياً-, فإن الأمر يأخذ منحى مختلفاً.
المدرسة المالكيّة تقبل بأن العقود التجارية تصبح إلزامية فور إبرامها بغض النظر عن وجود إشارة صريحة لهذا الطابع الإلزامي. وهذا الرأي يدعم موقفك بأنه يجب على اخيك الالتزام بتعهده خصوصاً بعد بدء الأعمال العملية واستثمار وقت وجهد كبير منه ومن قبلك. بالإضافة إلى كون الانسحاب قد يشكل عبئاً مالياً أكبر بكثير لك بإعتبار عدم قدرتك وحدك لتحمل تكلفة الاستضافة.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول "المسلمون على شروطهم"، يؤكد أهمية وفاء الأفراد بعهودهم وعقودهم، وبالتالي ينطبق نفس المنطق هنا.
لذا، بناءً على الأعراف الإسلامية العامة ومعايير المعاملات الاقتصادية, يبدو أن اخاك ملتزم بواجبه تجاه مساهمته في المشروع وينبغي له مواصلة دوره حسب التفاهم الأصلي بينكما.