يوم القيامة، ذلك الحدث المصيري الجلل في العقيدة الإسلامية، له العديد من الأسماء التي تعكس جوانب مختلفة من طبيعة هذا اليوم وما سيحدث فيه. هذه الأسماء ليست مجرد تسميات مجرَّدة، بل هي تحمل معانٍ غنية ودروسًا قيمة للمؤمنين. دعونا نتعمق أكثر في فهم بعض هذه الأسماء وتأثيراتها الدينية والثقافية.

1. "الساعة" - الوقت المحسوب بدقة

تعتبر الساعة واحدة من أشهر أسماء يوم القيامة، وهي تشير إلى الطبيعة الزمنية الثابتة والمحددة لهذا اليوم. كما تؤكد أهمية الاستعداد والاستنفار المستمر أمام قدوم ساعة الحساب. يُذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأن الساعة آتية ولا يمكن تأخيرها أو تقدمها إلا برغبته عز وجل. يقول تعالى: {إِنَّ سَاعَةَ رَبِّكَ لَأَوْجَبٌ} [الطور: 47].

2. "الفِصَلَى" - الفصل بين الحق والباطل

اسم الفِصَلَى يشير إلى نهاية العالم وبداية مرحلة جديدة تمامًا، حيث يتم فيها فصل المؤمنين الصالحين عن الكافرين والعاصين. إنه تقسيم واضح للحقائق والأفعال بناءً على الأعمال والإيمان خلال الحياة الدنيا. يؤكد القرآن الكريم على هذا المعنى عندما يقول: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} [الأعراف: 12].

3. "النَّشْر" - نشر الأنبياء والشهداء

في يوم القيامة، سينشر الله جميع الأنبياء والصالحين الذين ظلموا وانتصر عليهم الظالمون في حياتهم. وهذا يعد انتصاراً للحقيقة والنور ضد الظلام والبغي، حيث يعود كل منهم لما يستحقه من مكرمة وثواب وفق أعمالهم الطيبة. وفي الحديث الشريف رواه الترمذي وابن ماجه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة يأتي نبي الله يوسف بن يعقوب مزينا بالذهب».

إن معرفتنا بتلك الأسماء تساهم بشكل كبير في ترسيخ إيماننا القوي بمفهوم البعث والحساب الأخرويين، وتحفزنا لتطبيق تعاليم الإسلام والسلوك نحو طريق التقوى وصلاح العمل قبل فوات الفرصة وقيام الساعة العظمى.