يحاول بعض الأشخاص التشكيك في مفهوم الجنة ونعيمها، معتقدين أن الشعور السلبي كالملل يمكن أن يحدث لدى أهل الجنة أيضًا. ومع ذلك، فإن الإسلام يدحض هذه الفكرة تمامًا ويؤكد على طبيعة النعيم الخالد في دار السلام.
تظهر آيات القرآن وتعابير النبي محمد صلى الله عليه وسلم بوضوح أن نعيم الجنة يتمتع بطابع خاص مختلف تمام الاختلاف عنequivalent earthly pleasures. فعلى سبيل المثال، عند وصف الخمر في الجنة، يشير القرآن إلى عدم وجود الأمراض المرتبطة بها في الدنيا، مثل الصداع والسكر الزائد. وكذلك الأمر بالنسبة للمودة الزوجية المقدسة، حيث ستكون نقية وخالية من كافة المنغصات التي تواجه الحياة الزوجية في العالم الآخر.
بالإضافة لذلك، يتم تأكيد الطبيعة الطيبة والمستمرة لهذه النعماء عبر تجارب الطعام والشراب والفراش. وستكون جميع الوظائف الجسمية مماثلة لتلك الموجودة حالياً، ولكن دون آثار جانبية مسيئة كتلك المتعلقة بالإخراج والتبرز والجلبة الصوتية المصاحبة لمثل تلك العمليات. إنها حياة بلا نهاية للحبور الروحي والإشباع الجسدي والعاطفي دون أي تدخل خارجي محرج أو مخيف.
إن حالة الاستقرار والرضا التي تكتنف سكان الجنة تعكس سعادتهم وثبات مشاعرهم تجاه نعمتهم المكتسبة. فقد ورد في كتاب "التفسير الميسر": "... وهم فيها خالدون أبدا". وهذه الحالة مستمدة من غياب الرغبات المضادة والحنين نحو تبديل مكانتك ومكانك الحالي بمكان أفضل منه. وفي حين ربما نشعر برغبتنا بتغيير مكان إقامتنا أثناء فترة طويلة نسبيا داخل منزل واحد مثلاً، إلا أن المقيمون الدائمون للجنة سوف يستمتعون باستمرار بفوائد أماكن إقامتهم الرائعة والمعجزات الثابتة لأبد الدهور.
وفي النهاية، يجب إدراك بأن أفكار الملل والأحزان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بشخصيتنا الأرضية الخطيئة والتي تسعى دوماً للتغيير الهجر لما اعتادت عليه سابقاً بحثاً عن جديدٍ وفروقات مميزة . بينما يؤكد الدين الإسلامي ثبات روحاني وسعادة خلاقة للأجيال القادمة ضمن ملكوت سماوي كامل وخالي تماما ممن يؤرق المواطنين وينقص منهم متعتاهم وطمأنينة نفوسهم! إنه موئل الحق والخيري المطلق والذي رسم حدود حياته فوق حدود تصورات الإنسانية البشرية المتغيرة دائما ومتناقضة ذاتيا....