الإيمان بالصفات الإلهية، مثل الوجه والعينين واليدين وغيرها، يعد ركناً أساسياً من أركان العقيدة الإسلامية. فهو يعكس فهم المسلم لله سبحانه وتعالى كما أثبت نفسه في القرآن والسنة النبوية المطهرة. إن تعلم هذه الصفات ليس مجرد أمر تربوي خالص، ولكنه جزء ضروري من عبادة الله عز وجل ومعرفته حق قدره.
يوضح علماء الدين أن عدم الاهتمام بهذه الصفات قد يُؤدي إلى تجاهل جانب مهم من تعظيم الله وتمجيده. فقد أكدت النصوص الدينية بشكل قاطع على وجود صفات محددة لله، كتلك المتعلقة بنزوله إلى السماء الدنيا والضحك واستواء الرحمن على العرش -على سبيل المثال-. وهذه الأمور ليست مجالا للتأويل أو التشكيك فيما تواتر عنه عن رسول الله.
تأتي أهمية هذه الصفات أيضًا من كونها تشكل جوهر عقائد أهل السنة والجماعة منذ القدم. لقد اعتنق هؤلاء الصالحون هذه الأفكار ونقلوها جيلاً بعد جيل، مظهراً الوحدة والتوافق بين المسلمين الراسخين في إيمانهم. وبالتالي فإن أي شكل من أشكال التحيز ضد صفات الله يمكن اعتباره انتهاكا لهذا النهج المستقيم الذي شهد له التاريخ بأنه السبيل الوحيد للأخذ بعقائد الإسلام الصحيحة.
وفي المقابل، يشجع الدين الحنيف على دراسة الاختلافات الموجودة بين مختلف المدارس الفكرية لفهم السياقات المختلفة للعقيدة الإسلامية بشكل أفضل. ولكن يجب التنبه هنا بأن هدف الدراسات النظرية حول هذه المواضيع يجب ألّا يخرج أبدا عن محور تصحيح المفاهيم المغلوطة ودعم أساسيات العقيدة الواضحة المبنية على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ومن الجدير ذكره كذلك الفوائد العديدة للإيمان بالصفات الإلهية والتي تتضمن: التعريف الكامل لله تعالى وفق مشيئة الذات الأحدية, تجديد ثقتنا بالإسلام كمصدر راسخ للحكمة والفلسفة, تقوية الإيمان عبر زيادة المعرفة بالأقانيم الإلاهية, ترسيخ الهوية الدينية لأهل السنة والجماعة كأساس متين للممارسات الدينية اليومية, إضافة إلى أنها توفر فرصة لتقييم مدى تقدم المجتمع نحو تحقيق غايته النهائية وهي التقرب أكثر إلى الرب جل وعلى.
ختاماً، لا بد لنا جميعاً ممن يريد الوصول لحقيقة الحياة والدين والخلود أن يستوعبا عميقاً تلك الثوابت المرسومة بجلاء في كتاب رب العالمين وفي سنة خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم. إنها الطريق الواضح لاتباع نهجه عليه السلام والذي لن يحيد عنه إلا من ابتعد عن هدفه الأصلي وهو خدمة ديننا العظيم بحسب رؤيتنا لها وليس بناءً على آراء ذات توجه شخصي صرف!