تحليل الشخصية عبر البصمات، والمعروف أيضًا باسم "DMIT" (Dermatoglyphics Multiple Intelligence Test)، قد اكتسب رواجاً في الآونة الأخيرة. ولكن هل هذا النوع من التحليل له أساس علمي صحيح ومقبول دينياً؟ دعونا نستعرض الحقائق معًا.
بالنظر إلى الأساس العلمي لـ DMIT، نجد أنه مبني على مجال يسمى "ديرماتوغلافيكس"، والذي يدرس العلاقات بين البصمات والميزات الجينية المحتملة. ومع ذلك، هناك جدل كبير حول الثبات والقوة العلمية لهذه النظرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام البصمات كدليل لتحديد سمات شخصية معينة غير مدعوم بالدلائل العلمية القاطعة. فأصابعنا لا تحمل خصائص وراثية فريدة يمكن استخلاص المعلومات عنها فيما يتعلق بشخصيتنا، حيث تتشكل أثناء الحمل نتيجة لملامسة الجلد للأمنيونيو. وهذا يعني أن اختلافاتها لا تعكس جوانب مميزة من شخصية الفرد.
أما الجانب الديني فهو مهم للغاية. وفقا للعالم الإسلامي الكبير ابن عثيمين رحمه الله، فإن الكهانة تعتبر عملاً منهياً لأنه قائم على افتراضات بلا دليل قوي. إن اعتناق مثل تلك التفسيرات الخاطئة لشخصياتنا وشخصيات الآخرين يؤدي بنا نحو التصورات المغلوطة والتوجه اللاعلمي. ومن الجدير بالذكر أن وجود حالات مطابقة طفيفة لا يعطي مصداقية لأطروحات كهذه، إذ أنها مشابهة لما يقوم به العرّافون والدجالون عبر طرق أخرى.
وفي النهاية يجب التأكيد على حرمة قبول واحترام مثل هذه الممارسات بناءً على معتقداتها الخالية أساساً وأدلتها الوخيمة مستنداً إلى النصوص الشرعية والسنة النبوية الشريفة. إنها ليست فقط مسألة عدم الاعتقاد، وإنما أيضا مخاطر الانغماس في تفاصيل الحياة اليومية استنادًا إليها بشكل خاطئ مما قد يؤذي فهم الذات وفهم مجريات العالم من حولنا بطريقة صحية وعلمية واقعية ومتوازنة بإذن الله تعالى.