في الإسلام، تعد الرؤيا جزءًا ثمينًا من "الأربعين وستة وأربعين"، وهو المصطلح المستخدم للإشارة إلى أجزاء مختلفة للنبوة. ومع ذلك، فإن الطبيعة الدقيقة لهذه الأجزاء الأربع والأربعين تعتبر لغزا حتى بالنسبة لعالم أو نبي. يشرح القاضي أبو بكر بن العربي المالكي ومؤرخ آخر يدعى المازري أن هذه الأقسام موجهة نحو الكشف عن جوانب خاصة من الغيبيات، وهي خارج حدود المعرفة العامة.
يعترف علماء الدين بالإقرار بأن هناك أجزاء أخرى من النبوة يمكن الوصول إليها فقط من خلال الإرشادات المقدسة. على سبيل المثال، يُظهر الحديث الشريف حول "السمت الحسن والتؤدة والإقتصاد" أنها تشكل جزءاً من إحدى وعشرين جزئية مرتبطة بالنبوة - وهذا بالفعل دليل عملي على بعض تلك الأمور.
ومع ذلك، يجب التأكيد على أن الدراسة المتعمقة للأجزاء الفردية للنبوة ليست ضرورة بالنسبة للمسلمين اليوم الذين ليسوا رسلاً. بدلاً من البحث عن تفاصيل محددة، يكمن تركيز المسلم الحق في تعميق فهمه واستيعابه لما نقل عبر النبوة - والذي تم توثيقه ودراسته بشكل كامل بواسطة رجال الدين والقادة الروحيون عبر التاريخ الإسلامي.
وفي نهاية المطاف، بينما تبقى طبيعة كل جزئية من أربعة وخمسين محاطة بسؤال كبير وغير محلول، يبقى الطريق الواضح أمام المسلمين هو اتباع تعليمات الوحي كما استقبلتها البشرية خلال حياة الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.