الحمد لله! يعدّ القول بأنّ "الله عنيدٌ لا يعاندُ"، خطاباً باطلًا وتحريماً وفق الشريعة الإسلامية. إن مصطلحات مثل العناد وعدوانيته هي مؤنبات مذمومة تعني رفض الحق واستنكاف عنه رغم علم الشخص بذلك. وقد أكد القرآن الكريم ثبوت الأسماء الحسنى والصفات الكريمة نحو {لِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف:١٨٠]. وبالتالي، ليس ضمن تلك المجموعة اسم 'عنيدة' وليست هذه الخاصية جزءً من صفاته عز وجل. بل، تعد صفات الرب تمثل أعلى درجات التمييز والجلال والحكمة والقهر الملكوتية وغيرها الكثير. ولذا، إذا ذكر أحد بعبارة مشابهة ولكن بصياغة مختلفة كالقول مثلاً بأنه "عزيز قهراني غير قابل للتغيير". ستكون حينئذٍ قابلة للقبول نظراً لاتصالها بمفهوم الزهد والشمول الخالص الذي يتمتع به مدبر العالمين سبحانه وتعالى.. فالاجتناب ضروري عند تسفيه الذات الألاهية أو نسب بعض خصائص الإنسان إليها مهما بدت متشابهة ظاهرياً.

وقد حذّر علماء الدين المسلمين بشدة ضد الانحراف بشأن فهم أسماء وأوصاف القدوس القدرات وإطلاق سماتها البشرية عليها– وهذه تصنف تحت باب إلحاد التعريف-. وتنقسم صور هذا الاعتداء إلى قسمين رئيسيين: أوليهـما يلحق بإساءتها لألقاب رب السماء بينما يشمل الجزء الآخر تجاوزات تجاه الآراء الدينية المقدسة. أما اختلال نظام تقليد الوحي المتعلق باسمه وصفاته فهناك عدد كبير ميدانيات ذات طابع جزئي ومن أمثلتها نجد أيضا عبارة "لات"- وهي مشتقّة مجازياً للإشارة إلى الوضع العقلي لشخص ما حيث يفسرها البعض عبر الرجوع مرة أخرى لسورة الأنعام(٦) التي تنطبق بشكل خاص لاستخدام مصطلحات قديمة حول المجادلين الذين زعموا انتحال مدلولات اصطفائية خاصة بهم مثل : زعيم الرومان ("روبو") و فرعون الفرعونية القديمة("فرعن"). لذلك، فإن اتخاذ تسميات مخصوص بها موجودة أصلاً لنظام الثنائيات الخاصة بالأوثان يؤدي بالتبعية لتشوهات تدخل مجال المنطق المنزاح والذي لا يمكن قبول وجوده حسب المنظور الإسلامي الأصيل والذي يحتم التحقق والتطبيق العملي للمبادئ الدينية كأساس ثابت للحياة اليومية والإنتاج الفكري مستقبلاً أيضًا...