يتساءل العديد من النساء حول العالم حول العلاقة بين كثرة شرب الماء وممارسات الصحة العامة الخاصة بهن خلال دورة الحيض الشهرية. هذه الفترة الحساسة قد تتطلب تعديلات غذائية وروحية معينة لتعزيز الراحة والصحة. فيما يلي نظرة متعمقة على بعض الآثار المحتملة لاستهلاك كميات كبيرة جداً من المياه أثناء الدورة الشهرية.
أولاً، يعتبر جسم الإنسان بحاجة إلى حوالي ثمانية أكواب (حوالي ليترين) من الماء يومياً للحفاظ على الوظائف الطبيعية للجسم. ومع ذلك، فإن زيادة هذا الاستهلاك بشكل كبير يمكن أن يؤدي إلى حالة طبية تعرف باسم "فرط الإماهة"، خاصة إذا لم يتم فقدان الكمية المكافئة من السوائل عبر البول أو التعرق. هذا يعني أنه رغم كون الماء أساسياً لجسد المرأة الصحي خلال كل الأوقات، فإن الشرب الزائد منه قد يسبب مشاكل صحية مختلفة.
من أكثر الأعراض شيوعاً التي ترتبط بـ"فرط الإماهة" هي انخفاض ملحوظ في تركيز الأملاح والأيونات مثل الصوديوم والبوتاسيوم داخل خلايا الجسم. عندما يحدث ذلك، يمكن أن يتغير توازن الكهارل مما يؤثر سلباً على وظائف القلب والكلى وغيرها من الأعضاء الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشجع فرط شرب الماء أيضًا على تقلص الرحم مؤقتًا بسبب الضغط الناتج عنه، وهو أمر ليس ضروريًا ولا مستحبًا أثناء فترة الدورة الشهرية.
بالإضافة لذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن النظام الغذائي الغني بالماء والمواد المغذية الأخرى قد يعزز التدفق المنتظم للدورة الدموية ويساهم في تنظيم الهرمونات المرتبطة بالتبويض والدورة الشهرية. ولكن مرة أخرى، يجب التنبيه هنا بأن الإفراط في تناول السوائل غير مدعوم علميًا كوسيلة لتحسين عملية الدورة الشهرية؛ بدلاً من ذلك، ينصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات الغنية بالألياف والمعادن الضرورية لصحتك العامّة وفي تلك الفترات تحديداً.
في النهاية، بينما يعد الماء عاملا رئيسيا في تعزيز الصحّة الجيدة للنساء عند جميع مراحل حياتهن بما فيها فترة الحيض، إلا أنه وبالمثل كما هو الحال بالنسبة لأي عنصر آخر، يجب الحفاظ عليه ضمن حدود صحية لتجنب التأثير السلبي المحتمل على الجسم والعافية العامة للمرأة.
