يتناول العديد من المفكرين والفلاسفة مسألة إثبات وجود الله، حيث يرى البعض أنها قضية معقدة ومليئة بالتحديات، خاصة لدى الملحدين الذين ينكرون فكرة خلق الكون. ومع ذلك، هناك دليل قوي وبسيط وغير تقليدي يمكن استخدامه لإقناع هؤلاء المناوئين وهو "دليل الإحكام".
هذا الدليل يقوم على أساس ملاحظة الدقة والتناغم اللذين يعرضهما الكون. بغض النظر عن الاعتراف بخلق الكون نفسه، فإن الواقع الظاهر للعقل البشري يكشف عن نظام عجيب، تنوع مذهل، وتعقيد هائل - كلها أمور تستدعي التفكير العميق. وفقا لهذا الرأي الاستنتاجي، لا يمكن لهذه الخصائص الرائعة إلا أن تكون نابعة من ذكاء مطلق وحكمة مطلقة وقوة مطلقة - أي الله عز وجل.
الدكتور جون كلومنك، عالم الأحياء الشهير والمؤلف لكتاب "ردود علماء الغرب على الإلحاد الحديث"، قدم شواهد مثيرة للاهتمام بهذا السياق. فقد قال الدكتور كلومنك أنه إذا تغيرت القوانين الطبيعية بمقدار بسيط جداً، لما كانت هنالك حياة على وجه الأرض. مثل هذه التأثيرات المتناهية الدقة تشير بشكل واضح إلى تصميم عبقري خلفها.
يستند هذا الدليل إلى جوهر فهم أكثر عمقا لعناصر الوجود المرئي لنا اليوم. بينما قد يبدو دليل الحدوث أكثر ارتباطاً بالمفهوم التقليدي للإبداع والخلق، فهو يبقى محدودا فقط بتاريخ ولادة الكون. لكن حقائق النظام والتنظيم والاستقرار داخل واقعنا تتطلب أيضاً توضيحات منطقية والتي تتمثل في قدرة وعلم وحكمة الرب القدير.
على الرغم من غنى ونوعية الأدلة المختلفة المؤيدة لوجود الله، ليس هناك مانعٌ شرعيّاً لاستخدام طرق مختلفة حسب حاجة الشخص المستهدف ونوعيته وفهمه الخاص. فنحن مطالبون باستخدام أعلى درجات الفلسفة والصبر والحكمة لنقل رسالتنا بإخلاص ورقي. إذ يجب أن نحترم دائمًا حرية الاختيار الشخصية وأن نسعى دومًا لتحقيق هدف سامٍ وهو توجيه الآخرين نحو طريق الحق والنور. وفي النهاية، تبقى إيماناتنا شاملة لكل المنطق والمعتقدات الصحيحة فيما يتعلق بوحدة الذات الواحدة -الخالق جل وعلى-.
