يعتبر الشعور بالغثيان والاستيقاظ مع نوبة قيء تجربة مزعجة ومربكة للعديد من الأشخاص. يمكن أن يحدث القيء في الصباح لأسباب متعددة ومتنوعة، بعضها مرتبط بالأكل والشراب والآخرين قد يعود إلى مشاكل صحية كامنة تحتاج إلى تشخيص وعلاج. سنستعرض هنا أهم الأسباب التي تؤدي إلى القيء في الصباح ونشارك النصائح حول كيفية التعامل معه.
أحد أكثر الأسباب شيوعًا للقيء صباحًا هو ارتجاع الحمض المعوي المعدي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الجزر المعدي المريئي (GERD). عندما يستلقي المصابون بهذا المرض أثناء النوم، يرتد حمض المعدة مرة أخرى نحو المريء مما يسبب حرقة وحموضة وأحيانًا القيء. كما أن بعض أنواع الطعام والأشربة مثل المشروبات الكحولية ومنتجات الحليب الدسمة والتوابل الحادة يمكن أن تفاقم هذه الحالة وتؤدي إلى القيء عند الاستيقاظ.
ومن بين العوامل الأخرى التي تساهم في القيء صباحيًا حالات الحمل المبكرة، والتي غالبًا ما ترتبط بحالة تُعرف باسم الغثيان الصباح للحامل (Morning Sickness). وقد يشعر البعض أيضًا بالغثيان بعد تناول طعام دسم أو دهني قبل النوم مباشرةً، وهو ما يعرف بغثيان المساء أو الليلة المتأخرة والذي قد ينتهي بنوبات قيء خلال ساعات الفجر الأولى.
بالإضافة لذلك، هناك عوامل صحية أخرى أقل شيوعا لكنها تستحق الاهتمام إذا صاحب القيء أعراض إضافية كالصداع وآلام البطن والحمى؛ منها عدوى فيروسية، التهاب الزائدة الدودية، حصوات المرارة وحتى بعض الآثار الجانبية لبعض الأدوية. ولذا فإنه من الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب الحقيقي وراء حالة القيء المستمر واتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج الوقائي أو الطارد للتخلص منه نهائياً.
في النهاية، يمكن تخفيف حدة أعراض القيء الصباحי باتباع نظام غذائي صحي خاليٍّ من الدهون والدسم والكافيين والكحوليات قدر الإمكان. كذلك فإن ممارسة الرياضة والنوم المنتظم يساعدان كثيرا في تنظيم عملية الهضم وبالتالي تقليل فرص تعرض الجسم لنوبات الغثيان والإقياء غير المرغوب بها.