تواجه العديد من النساء تحديًا صعبًا عند مواجهة قرارات مثل تلك التي طرحتها، حيث يتعلق الأمر بموازنة الاحتياجات المالية للعائلة ورغبة الدعم الزوجي مع مسؤولياتهن كأمهات وزوجات. إن اقتراح فتح عيادة الطب الخاصة بكِ باستخدام مدخرات زوجكِ يبدو وكأنه خطة جذابة لتحقيق المزيد من الاستقلال الاقتصادي، خاصة وأنكِ طبيبة ذات خبرة. ومع ذلك، فإن الآثار المحتملة لهذا القرار تستحق التأمل العميق.
الحياة غير مرتبطة فقط بالجانب المادي، وإنما تشمل أيضًا العلاقات الاجتماعية والشخصية. وجود ابن صغير يعني حاجة ملحة لإعطائه جزء كبير من وقتك وحبك. "كل واحدكم راع ومسؤول عن رعيه"، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مما يشير إلى دور الأم الأساسي في رعاية منزلها وأطفالها. بالإضافة لذلك، النمو الاجتماعي والسعادة غالبًا ما يكونان أكثر تعقيدا من مجرد الزيادة في الدخل الشهري.
بعض الأفكار الرئيسية التي تحتاجين النظر إليها:
- الوضع الحالي: أنت تعمل بالفعل ولديك مصدر للدخل، بينما يوفر زوجك المدخرات المنتظمة. هذا يعني أن مستوى المعيشة الخاص بكم مستقر نسبيا الآن.
- الطفل: طفلك يحتاج لعناية شخصية كبيرة ولا يمكن تقدير أهميته بما يكفيه الوقت.
- المخاطر المحتملة: هناك احتمال حقيقي لتغيير العلاقة بينك وبين زوجك إلى علاقة عمل/ موظفة عندما يتمدمج عمليا في مكان واحد وهو بيتكم. هذا قد يؤدي لمشاكل عديدة حسب وصف حالتك.
- الرؤية العامة: البحث عن تحقيق السعادة والاستقرار لا يجب ان يقتصر فقط على الحصول على مال أكثر وإنما أيضا بناء روابط صحية داخل البيت والخارج عنه وكذلك الصحة الذهنية للمرأة نفسها والأبناء كذلك.
باختصار، رغم جاذبية مشروع العيادة، إلا أنه قد يأتي بنتائج عكسية فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية والمشاركة الأسرية. ربما يمكن التفكير بطرق أخرى لدعم الزوج بدون تحمل عبء مسئوليتكم العملية الجديدة وحدها. استخدمي الوقت الذي تبقى لك عقب دوام عملك في تنمية المهارات الشخصية وتعزيز الروابط العائلية والإنتاجية المنزلية وغير ذلك مما يساعد على تطوير الذات بشكل عام. نسأل الله عز وجل أن يوفقك وييسر أمورك نحو الطريق الأنسب لحالك سواء كانت هذه هي المسار المناسب ام هناك آليات مختلفة ممكن تطبيقها تحقق هدفكما المرجو منها بكل سهولة وسلامة ودون حدوث أي ضرر لاحقا مستقبلاً بإذن الواحد القهار سبحانه وتعالى .
