في ظل التقدم العلمي السريع، قد تظهر أسئلة حول توافق الحقائق العلمية مع النصوص الدينية. أحد هذه الأسئلة يتعلق بفكرة "الخلود"، خاصة فيما يتعلق بنوع من قناديل البحر الذي يُعتقد أنه يمكنه تجديد شبابه وكأن العمر لم يكن له تأثير. بينما يشير الحديث النبوي الشريف إلى عدم وجود علاج للأمراض إلا للأمراض فقط، بما في ذلك حتى الموت، فإن العالم الطبي يقدم مثالاً فريداً لقنديل البحر Tortoiseshell Jellyfish والذي يبدو أنه قادر على الدخول في مرحلة من "الموت" المؤقت قبل إعادة بدء دوره الحيوي.
الأمر الأكثر أهمية هنا هو فهم السياقات المختلفة لكلمة "الموت". وفقاً للحديث القدسي، سواء كان الحديث يقصد بالمصطلح الأمراض أو ظاهرة الشيخوخة (الهرم)، فإن لكل أمراض لها علاجات معروفة باستثناء حالتي الموت والفناء. ومع ذلك، عند تحليل الظاهرة البيولوجية لقنديل البحر Tortoiseshell Jellyfish، نرى أن العملية ليست واحدة من الخلود التقليدي المعروف، بل هي عبارة عن حلقة من الولادة والموت والإعادة الميلادية بشكل مبسط. هذا النوع من قنديل البحر عندما يصل إلى نقطة معينة من النمو، يخضع لما يمكن اعتباره "موت" مؤقت حيث يتم هدم هيكله الفعلي. ولكن، وليس بعكس قوانين الحياة والموت العامة، تستمر بعض الخلايا الصغيرة في العمل كوحدة أولية لبداية دورة حياة جديدة.
ومن الجدير بالذكر أن المقال الأصلي المنشور في بي بي سي استخدم مصطلح "موت" مرتين خلال وصفه لهذا النوع الغريب من قناديل البحر، مما يؤكد وجهة النظر الإسلامية بأن هذا التصرف هو مجرد شكل خاص من أشكال الطبيعة وليس خلودا مطلقا. إن طبيعة الحياة والبقاء على الأرض تخضع دائماً لأوامر الله عز وجل وقدرته تعالى، وبالتالي فإن جميع الكائنات الحية تمر عبر مراحل مشابهة للتغييرات التي تشهدها قناديل البحر Tortoiseshell Jellyfish. لذلك، رغم التفرد الواضح لعادات هذا النوع الخاص من قناديل البحر، فهو لا يمثل تناقضا مع الأفكار الإسلامية بشأن الحياة والموت والدورة الطبيعية للإنسان والكائنات الأخرى.