تعتبر حلاقة الشعر لدى الأطفال حديثي الولادة تقليد قديم متأصل في العديد من الثقافات حول العالم ولها أهميتها الدينية والأخلاقية كذلك. هذه العادة ليست فقط جزءاً من البروتوكولات الاجتماعية ولكن أيضاً لها دلالات روحية عميقة بالنسبة للمجتمعات الإسلامية وبشكل خاص.
في الإسلام، يمتلك هذا التقليد جذوره في الحديث النبوي الشريف حيث أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن يتم حلقة شعرات الطفل عندما يصل إلى سن الشهرين أو الثلاثة أشهر. يُطلق على هذه العملية اسم "الحلاقة". وهي تتضمن قطع بعض الشعرات الأولى للطفل كإشارة لبدء حياة جديدة مليئة بالبركة والخير حسب الاعتقاد الديني.
بالإضافة إلى القيمة الروحية، هناك جوانب صحية مرتبطة بهذا الأمر. غالبًا ما تكون فروة رأس الطفل حساسة وقد تحتوي على قشور جلدية تعرف باسم "القشرة الرأس"، والتي يمكن أن تزيل عملية الحلاقة تلك بشكل فعال. كما أنها فرصة لإجراء الفحص الطبي الأولي للأطفال للتأكّد من عدم وجود مشاكل صحية تحتاج إلى العلاج المبكر.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الطقوس تحمل أيضًا معاني اجتماعية. إنها تعكس الفرحة والسعادة التي يشعر بها الوالدين عند وصول مولودهما الجديد، فضلاً عن كونها وسيلة لتقديم الطفل رسميًا إلى المجتمع المحلي والعائلة الواسعة. عادةً ما يتم الاحتفال بإقامة احتفال صغير يسمى "العقيقة" بعد الحلاقة، مما يعزز الروابط الأسرية ويعبر عن الامتنان لله على نعمة الميلاد.
بشكل عام، يعد لحلق شعر المولود أكثر بكثير من مجرد طقوس جمالية؛ إنه تكريم للحياة الجديدة وتعبير صادق للإيمان والثقافة والدعم الاجتماعي.