في الإسلام، العلاقات التي تربط البشر بالعالم الغيبي محكومة بشكل صارم بالإرشادات الدينية. سواء كانت هذه العلاقات مع الجان، الملائكة أو حتى الأموات، فإن طبيعة التعامل لها أهميتها القصوى. ليس فقط لأن هذه الفئة هي خارج نطاق رؤيتنا اليومية، ولكن أيضا بسبب القدرة الهائلة لهذه القوة الخفية على التأثير على تصرفات الإنسان وعقله.
إذا كنت ترغب في "تحيته"، سؤالاً بسيطاً كهذا قد يبدو بريئًا - "يا جنّي، هل أنت موجود هنا؟" أو "يا ملك، هل تستطيع سماعي؟"- إلا أنه لا يعكس روح تعاليم الإسلام. القرآن الكريم والسنة النبوية لم يأمرانا بالتواصل بصورة منتظمة مع هؤلاء الكائنات الغيبية. كلما طلب المساعدة أو الاستغاثة، أصبح الأمر دليلاً على الشرك بالله عز وجل.
كما تنصح الفتوى باستشارة الأحياء بدلاً من الأموات أثناء الزيارات للقبور. بينما يمكنك تقديم التحايا والأدعية لأحبائك الذين فارقوا الحياة، يجب عليك تجنب المحادثات المكثفة والمباشرة كما تفعل مع شخص حي أمامك.
أما بالنسبة للمكان المهجور، حيث يتم توجيه نداء مماثل ("يا جان، هل أنت موجودة هنا؟") بدون طلب مساعدة أو استغاثة، فقد يعتبر البعض هذا النوع من التصرف نوعاً من الترفيه العقلي الذي يؤدي إلى الهواجس والشبهة بلا داعٍ شرعي.
وفي النهاية، يشجع الدين المسلمين على التركيز على حياتهم الدنيا واستغلال وقتها في الأعمال النافعة والصلاح، بدلاً من الانجرار خلف الأفكار والخرافات التي ربما تقود إلى الشرك الأكبر - وهو أعلى درجات الذنب والمعاصي في الإسلام.