الغازات الموجودة في الهواء التي نتنفسها يمكن أن تؤثر بشكل كبير ودائم على صحتنا العامة، وخاصةً وظائف القلب والدورة الدموية لدينا. هذه التأثيرات ليست فقط مرتبطة بالبيئات الصناعية أو المناطق الحضرية عالية التلوث ولكن حتى في الوسطيات والأماكن الريفية قد تكون هناك عوامل خطيرة غير مرئية تهدد الصحة القلبيَّة.
التلوث الجوي، خاصة تلك المرتبطة بالإنتاج الصناعي والنقل، غالبًا ما تحتوي على مركبات مثل ثاني أكسيد النيتروجين، البنزين، وأكسيد الكبريت - كل منها له تأثيراته الخاصة على القلب. ثاني أكسيد النيتروجين، مثلاً، يُعتبر مساهم رئيسي في زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين نتيجة لزيادة مستويات الدهون الثلاثية وضغط الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى أمراض قلبية وعائية مختلفة بما فيها الأزمات القلبية والسكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، التعرض طويل الأمد للغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون والحبوب الدقيقة (PM2.5) قد يزيد أيضا من معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية. تعمل هذه الجسيمات الصغيرة جدًا على تضيق الأوعية الدموية وتسبب التهاب الخلايا البطانية، مما يساهم في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.
في المقابل، بعض القطاعيات الطبيعة كالرصاص والزرنيخ والمواد المشعة يمكن أيضًا أن تساهم في مشاكل صحية قلبيَّة عبر مجموعة متنوعة من الآليات. الرصاص معروف بخفض القدرة على تحمل العضلات والقلب، بينما الزرنيك يستطيع تعطيل إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم وبالتالي تقليل كفاءة القلب.
ومن الأهمية بمكان التركيز على الوقاية والحفاظ على بيئة نظيفة ورعاية جيدة للقلب. هذا يشمل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام بالإضافة إلى الحد من التعرض للملوثات قدر المستطاع سواء كانت طبيعية ام صناعية المنشأ. الخطوات الفردية نحو حياة أكثر صحة تعزز الاستقرار العام لصحة القلب وتقلل الاحتمالية للإصابات بالأمراض المتعلقة بالقلب بسبب التعرض للغازات المختلفة.