الحكمة الربانية تجاه النقص والكرب النفسي: توجيهات تربوية ودعم شرعي لمن تعاني من تحديات صحية ونفسية

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزتي المستشارة، لقد جاءتك سائلة تشعر بالإحباط نتيجة لحالات طرأت عليها مثل صعوبات في حفظ الق

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عزيزتي المستشارة، لقد جاءتك سائلة تشعر بالإحباط نتيجة لحالات طرأت عليها مثل صعوبات في حفظ القرآن والصلاة الناشئة عن اضطرابات نفسية وتحديات متعلقة بالنوم، بالإضافة إلى شعور غامض يشغل ذهنها أثناء قراءة سورة البقرة. إنها أشياء كثيرة ولكن دعينا نقسم هذه المسائل لنتمكن من تقديم المشورة بشكل أفضل.

أولاً، يجب أن تطمئني بأن الله عز وجل يعلم حال البشر ومعاناتهم. فهو خلق الإنسان وهذه الحياة بطبيعة تحمل العديد من الفرص والتحديات. وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة والأيات القرآنية الحكيمة، فإن الواجب الواضح لكل مسلم ومؤمنة هو بذل الجهد والاستجابة لما يمكن القيام به ضمن حدود القدرة الشخصية والعقلية والجسدية. "لا يكلف الله نفسا الا وسعها"، صحيح البخاري. لذا، بينما تسعى لتقديم واجبك الديني، ليس هناك محاسبة غير عادلة فيما يفوت عن طريق العوائق الصحية والنفسية.

ثانياً، تعد الرقية الشرعية حلاً مؤيداً دينياً لأوجه الخوف والشكوك والسلبية التي قد تواجه الشخص. هذه ليست مجرد اعتقاد شخصي ولكنه نهج محدد في الإسلام مستند على الأدلة الوضوح من الكتاب والسنة. ولذلك، ينصح باستعمال الرقى الشرعية سواء كانت ذاتيا أو بواسطة أفراد ذوي دراية داخل المجتمع أو عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي تقدم الرقى الإسلامية.

ثالثاً، يبدو أن بعض مشكلاتك مرتبطة بحالة من الضغط والقلق النفسي والتي تعتبر حالات قابلة للعلاج. هنا تأتي أهمية البحث عن المساعدة المهنية من قبل متخصصين في الطب النفسي الذين لديهم خبرة في إدارة مثل تلك الظروف باستخدام الأساليب العلمية المعترف بها عالميًا جنباً الى جنب مع التأمل الروحي والإرشادات السلوكية المقدمة بموجب الفقه الإسلامي.

رابعاً وأخيراً، يجدر بك ألّا تصبحي فريسة للتردد أو اليأس أمام العقبات. بدلاً من ذلك، انظري دائمًا نحو الجوانب الإيجابية وركزّي على الخطوات العملية لتحقيق التقدم. الأوقات الصعبة هي كذلك فرص للتحسين الذاتي والقوة الداخلية - وهي مواقف تؤكد قوة إيمانك بثقة وإصرار أكبر عندما تبدئي التدريج في تجاوز تحدياتك تحت نور الوحي والإرشاد الحق. نسأل الله تعالى أن يرفع عنكم كل ضيق وأن يسدد خطاكم دوماً نحو الطريق المستقيم. آمين.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog postovi

Komentari