وفقاً للمذهب الإسلامي، مُصطلح "العقل الباطن" قد يشير إلى منطقة من الذهن ليست خاضعة للتحكم الواعي للإنسان، وهي مكان تخزين التجارب والمعتقدات الغير واضحة للأذهان. ومع ذلك، فإن الاعتقادات والمُعتقدات التي نحملها - سواء كانت واعية أم لا - لها تأثيرات كبيرة على حياتنا اليومية وسلوكياتنا.
من منظور شرعي، يؤكد علماء الدين أن الاعتقادات يجب أن تتوافق مع تعاليم الإسلام وأن تُمارس بإرادة واعيّة. العلاج الروحي أو تعديل الذات من خلال التأثير على العقل الباطن ليس بطرق محترمة ومقبولة دينياً لأنها تنطوي على تجاوز حدود الحياد الإلهي وعدم الثقة الكاملة بقضاء الله وقدره.
على سبيل المثال، هناك العديد من الكتابات الحديثة حول استخدام تقنيات التأمل لتحسين الصحة النفسية عبر تعديل الأفكار السلبية في العقل الباطن. بينما قد يبدو هذا النهج قابلاً للتطبيق من المنظور العلمي، إلا أنه غير مفضل أو مستحسن ضمن السياقات الدينية التقليدية. وذلك لأنه يعني التدخل بشكل متعمد ومباشر في العملية الفطرية للعقل الباطن، والتي غالبًا ما يعتبرها المسلمون جزءًا من القدر الإلهي والحكمة.
لذلك، بناءً على هذين الجانبين الأخلاق والديني، فإن إدراج أفكار جديدة أو تغيير المعتقادات الموجودة في العقل الباطن يعد أمرًا حرجًا ويجب القيام به بحذر شديد أو عدم قيام به تمامًا إذا كان هدفه مخالفًا للقوانين والقواعد الأخلاقية للدين الإسلامي. بدلاً من ذلك، ينصح بتوجيه الطاقة نحو تطوير أفضل نسخة ممكنة لنفسك بما يرضي الرب عز وجل ويشجع القيم الحميدة والخلق الكريم.