تشير الأدلة التاريخية والدينية إلى أن سور الفلق والناس قد نزلتا في مدينة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بحسب العديد من الأحاديث الصحيحة. وفقاً لحديث عقبة بن عامر الذي أثبتته كتب السنة المطهرة مثل "صحيح مسلم"، فإن الرسول الكريم أكد أنه نزلت هذه الآيات المباركة خلال فترة وجوده في المدينة المنورة.
وتضافرت الروايات حول ارتباط هاتين السورتين بحادثتي سحر معروفة تعرض لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء وجوده بالمدينة أيضًا. فقد روى عبد بن حميد في كتاب "المنتخب"، نقلاً عن حديث سيدنا زيد بن أرقم، تفاصيل قصة السحر حيث قام يهودي بإعداد سِحر مدفون قرب بئر ما. وبعد ملاحظة حالة النبي غير الطبيعية، جاء جبريل يحمل بشرى بأن رجلاً من اليهود هو المسؤول ويحدد موقع البئر. وبناءً على الأمر، قام الصحابي الجليل علي بن أبي طالب باستخراج هذا السحر ووجد فيه ١١ عقدة يتم حل اتصالها بالتلاوة من سورتي "الفلق" و"الناس". ومع ذلك، لم يؤكد أي حديث موثوق العدد الدقيق للعقد بوضوح قدرة البعض للتفسير بأن كل آية تقوم بخلع واحدة منها حتى الكمال.
وفي حين أنه ليس هناك تأكيد رسمي ضمن النصوص المقدسة لنسبة دقة العدد لأغراض القرآنيّة، إلا أنها توضح بلا شك مكان ونوع الحدث المؤدي لانزال هذين الفرعين الشريفيين بشكل خاص لتقدم العلاج ضد تأثير الجن والأرواح الخبيثة المعروف بالسحر والشعوذة عند العرب آنذاك وكذلك عبر الزمن لاحقاً .