في ظل تحديات التعلم الجامعية، مثل عدم توفر مراجع مناسبة، ودروس مغيبة، وصعوبات في فهم المواد المطروحة، يمكن أن يقع الطالب تحت ضغط كبير للاستفادة القصوى من فرصه التعليمية. ولكن يجب التأكيد هنا على أهمية التزام الأخلاق الإسلامية والأمانة الشخصية خلال الرحلة الأكاديمية.
وفقاً للشريعة الإسلامية، استخدام نتائج أعمال الآخرين بشكل كامل بدون إذن يعد "غشاً"، وهو أمر محرم وفق قوله تعالى: "ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون". كما نهانا الرسول الكريم عن الكذب عند دعوى شيء لم نقم به بالفعل. لذلك، تعد مشاركة أفكار شخص آخر كممتلكاته الخاصة جريمة خطيرة ومعصية ذات عواقب وخيمة حسب الحديث الشريف: "من غشنا فليس منا".
إذا كانت ظروف التدريس تتسم بمستويات عالية ومتطلبات مستمرة لتقديم مشاريع معقدة رغم افتقار بعض الطلاب للأدوات اللازمة للحصول على معلومات دقيقة حول الموضوعات المدروسة، فقد يشعر البعض بالإحباط ويقع فريسة للغش كتكتيك دفاعي. ومع ذلك، حتى وإن أدى ذلك لإتمام المهمة المنشودة، يبقى تصرفاً خاطئاً بحسب العقيدة الإسلامية. فالاستفادة الغير قانونية من جهود الآخرين تضر بالمصداقية الذاتية وتعتبر نوعاً من الخديعة الاجتماعية. لذلك، يلزم الاعتماد فقط على القدرات المكتسبة والتعبير عنها بدقة وأمانة.
أما فيما يتعلق بتوظيف خريجين حصلوا على درجاتهم عبر وسائل ملتوية والتي أثبت لاحقا مهارتها العملية بمزاولة مهنة مرتبطة بها؟ ينقسم الرأي الفقيه بشأن شرعية تلك الرواتب بين حالتين أساسيتين: الأولى عندما يرجع قصور صاحب الوظيفة لأسباب مرضية متعلقة بسوء أدائه للدور المكلف به نتيجة لغشه سابقًا وعدم تأهيله لمنصب المسؤولية المقضي به أصلاً؛ بينما الثانية تشير لحالة الأكثر احتراف وتميز بالحرفة المضمونة وجودتهم المرتبط بصالح المؤسسات العاملة لدى خدمتهم لها سواء كانت خاصة أم عامة حيث تعتبر أجورها مكافئة لهم مقابل عطائهم المثمر والمنتج فيها بناءً على قاعدة عامة تنص:"الإثم فيما استحل." وبالتالي توصي الفتوى بالنظر لكل حالة بالتجزئة استنادًا لرؤية كل فرد لقناعته ذاتياً باتباع الطريق المؤدي نحو التقوى ورضا الرب عز وجل عنه بغض النظرعن تقدير المجتمع الاجتماعي نحوه تجاه اختيار طرائقه للسلوك المختلف.
وفي نهاية المطاف ، تؤكد الفتوى ضرورة البحث دائمًا عن حل وسط يكفل سلامتك الروحية والمعنوية ومن ثم يرتقي بإنتاج جامعاتنا داخلياً وخارجيًا دون المساس بالأخلاقي الإنسانية الراسخة لدي شباب وطننا العربي الكبير والذي يستحق أفضل العقول الوطنية الواقية لعرضه وشريعته المجيدة .والله اعلم