يتمثل الاكتئاب في حالة صحية عقلية معقدة يمكن أن تؤثر بشكل عميق على حياة الفرد اليومية وعلاقاته ورفاهيته العامة. ومع ذلك، فإنه ليس مصيرًا محتمًا ولا يوجد حل وحيد يناسب الجميع؛ بدلاً من ذلك، تتطلب المناورة بين أنواع مختلفة من الدعم والاستراتيجيات الشخصية التي قد تكون أكثر فعالية لمختلف الأشخاص. إليك بعض الاستراتيجيات التي أثبتت جدواها والتي يمكنك استخدامها لمساعدة أحبائك الذين يعانون من الاكتئاب:
- تشجيع التواصل المفتوح: إن خلق بيئة آمنة ومشجعة للحديث عن المشاعر والصراعات يعد أمرًا بالغ الأهمية. شجع الشخص المكتئب على مشاركة أفكاره وأحاسيسه بطريقة غير حكمية وتقبلية، مما يسهل عليه الشعور بالأمان عند طلب المساعدة عندما يحتاج إليها.
- دعم الخطوات الصغيرة لتحقيق النجاح: غالبًا ما يشعر المصابون بالاكتئاب بالإرهاق بسبب الالتزامات الأساسية للحياة اليومية. اعترف بأن هذه المهمات بسيطة وقد تشكل تحديًا كبيرًا لشخص مكتئب. احتفل بإنجازاتها مهما كانت صغيرة لأن هذا يمكن أن يساعد في بناء الثقة بالنفس وتعزيز الحافز تجاه تحقيق المزيد.
- تحفيز النشاط البدني: رغم أنه قد يبدو الأمر غير جذابٍ بالنسبة لمن يعيش وسط اكتئابه، فإن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لها تأثير إيجابي كبير على الصحة العقلية والعاطفية. حثّ الشخص على الانخراط في نشاط جسدي يحبه - سواء كان ذلك رياضة خفيفة مثل اليوجا أو نزهة قصيرة سيرًا على الأقدام -. حتى الحدائق المنزلية وبستنة الزهور يمكن أن توفر فرصاً للتفاعل الاجتماعي المفيد وتحسين الحالة المزاجية.
- ترسيخ روتين يومي متوازن: الروتين المتوازن مهم جداً لتعزيز الصحة النفسية والحفاظ عليها. عزز أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد واتباع نظام غذائي صحي والتأكد من وجود وقت للاسترخاء وتمضية الوقت بمفردك أيضًا. ذكر الشخص بأنه لا يجب دائمًا القيام بكل شيء بنفسه وأن البحث عن مساعدات خارجية جائزٌ تماماً حين الضرورة القصوى.
- العناية الذاتية ودعم الشبكات الاجتماعية: التشديد على ضرورة الاعتناء بنفسك أولاً قبل رعاية الآخرين هو درس أساسي يجب أن يتم تعليمُه للأصدقاء والأحباء ممن يعانون من الاكتئاب. قدم لهم موارد معرفة حول مجموعات الدعم المحلية وورش العمل الخاصة بالعافية والدروس التعليمية عبر الإنترنت والتي تستهدف تحسين مهارات التأقلم الإيجابية لدى مصابي الاكتئاب.
- مسار العلاج المهني: أخيرا وليس آخراً، تثبيط الرغبة بتجاهل علامات التحذير المرتبطة بالاكتئاب ونصح باستشارة الاختصاصيين الصحيين العقليين المؤهلين لتقييم حالتكم الصحية العاطفية والنفسية بصورة دقيقة ومن ثم تلقي نوع مناسب من المعالجة الطبية اللازمة لذلك الغرض.
إن فهم طبيعة المرض النفسي لهذه الحالة واحتضان رحلة الشفاء بروح صبر وصبر أكبر هي عوامل رئيسيه تساعد كل فرد مبتلى بهذا الألم الداخلي كما أنها وسيلة فعالة لإرشاد طريق الخروج منه تدريجيًا نحوه المستقبل الأكثر نوراً وإشراقا!
