التوحد هو حالة عصبية معقدة تؤثر بشكل كبير على طريقة تفكير الطفل وسلوكه وتفاعلاته الاجتماعية. بينما قد يواجه بعض الأطفال حالات أكثر خطورة من التوحد، إلا أن هناك أيضًا علامات بسيطة للتوحد الطيفي يمكن ملاحظتها مبكرًا مما يساعد في تقديم الدعم المناسب للطفل منذ سن مبكرة. إليك بعض العلامات الشائعة التي يجب الانتباه إليها:
- التأخير في اكتساب المهارات اللغوية: قد يعاني الأطفال المصابون بالتأخر اللغوي الناتج عن التوحد من مشكلات في التواصل مثل تأخر تعلم الكلام والتعبير عنه بدقة، بالإضافة إلى المشكلات في فهم اللغة المنطوقة وترجمتها.
- الافتقار إلى ردود الفعل الاجتماعية: يبدو أن العديد من الأطفال ذوي التوحد لديهم اهتمام محدود بالآخرين وقد يجدون صعوبة في الاستجابة للمحفزات الاجتماعية التقليدية مثل التعبيرات الوجهية أو نبرة الصوت.
- سلوكيات متكررة ومكررة: يسعى بعض الأطفال الذين لديهم سمات طيف التوحد لإعادة تنظيم بيئاتهم الشخصية عبر تكرار أشكال أو أنشطة محددة بطريقة ثابتة، وهذا ما يُطلق عليه اسم السلوك المتوقع.
- حساسية غير طبيعية تجاه المحفزات البيئية: يمكن للأطفال مصابي التوحد أن يعانون بشدة بسبب الضوضاء القوية، والأضواء الزاهية، والملمس الغريب للجسم مما يؤدي غالبًا لانزعاج واضح أو حتى رفض للتعامل مع مثل هذه المواقف.
- انخفاض مستوى الاتصال البصري: رغم اختلاف درجة الانخراط البصري بين الأفراد الطبيعين، فإن التشخيص المبكر لضعف اتصال العين المستمر يعد مؤشرًا قويًا لاحتمالية وجود مشاكل متعلقة بتطور الجهاز العصبي المركزي بما فيها إمكانية الإصابة باضطرابات طيف التوحد.
- عدم الرغبة في مشاركة الأحداث اليومية: سواء كانت تجربة جديدة أو قصة حماسية حدثت خلال اليوم الدراسي، فقد يشعر البعض ممن لديهم توقعات أعلى بشأن طلبات العلاقات الإنسانية بالسأم والعجز عندما يدفع له أحد الأشخاص الآخرين للتحدث عن نفسه بصوت عالٍ أمام الجمهور بحكم الظروف الحالية.
- ضعف المهارات الاجتماعية: ربما لم يكن لديه القدرة على معرفة كيفية البدء والحفاظ على الصداقات وفهم الأدوار المختلفة داخل مجموعة اجتماعية مختارة بحرية وبقدرته الخاصة عليها كشخص مستقلاً تمامًا لكنها تتطلب دعمًا مطردًا ومتواصلًا لتحقيق اندماج فعَّال ضمن مجتمع خالي من التحيز ضد الاختلاف العقلي والجسدى .
إن إدراك الآباء والمعلمين لهذه المؤشرات الأولى أمر حيوي لتوفير الاحتياجات التعليمية والنفسية اللازمة لمساعدة هؤلاء الأطفال ليصبحوا قادرين على تحقيق أقصى قدر ممكن من إمكانات حياتهم المستقبلية بكل نجاح وإبداع واحتراماً لحقوق الإنسان العامة والفردية المكفولة لكل فرد حسب الشرع والقوانين الدولية ذات الصِّلة بهذا المجال الواسع جدًا والذي يحتاج وقتا طويلا وجهداً مضنياً مستداما لفهمه واستيعابه عمليا ومعنويا ونظريا أيضا!
تذكر دائماً أنه من المهم استشارة متخصص متخصص إذا كنت تشك بأن طفلك قد يعاني من اضطراب طيف التوحد للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج شخصية تناسب احتياجاته الفريدة.