تم اكتشاف مخطوطات قرآنية جديدة في اليمن تشمل عدة نسخ تحمل اختلافات طفيفة عن الرسم العثماني للمصحف الجامع. ومع ذلك، فإن هذه الاختلافات ليست دليلًا على حدوث تحريف في النص القرآني، وذلك للأسباب التالية:
أولاً، الكشف عن مثل هذه المخالفات لا يشكك في سلامة القرآن نفسه، حيث إن مرجعنا الأساسي هو الرواية الشفهية التقليدية التي نقلها علماء الحديث والقراء عبر الأجيال دون تغيير ملحوظ منذ نزوله. وهذا الأمر متوافق مع العديد من الأدلة التاريخية والدينية الأخرى.
ثانياً، ترميز "الطّرس"، وهو تقنية استخدمتها المجتمعات القديمة عند عدم توفر كميات كبيرة من الورق، ليس مؤشراً للتحريف. فقد كانت عملية التعلم والصيانة المطولة للنسخ المكتوبة جزءاً مهماً من الثقافة الإسلامية آنذاك، ويمكن أن يؤدي الخطأ أثناء إعادة الكتابة إلى تفاوت بسيط فيما بين الطبقات المختلفة لنفس النص.
بالإضافة لذلك، أكدت دراسات عديدة أجريت على تلك المخطوطات -والتي يعود تاريخ بعضها لأكثر من قرن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم- أنها مجرد انحرافات فردية غير موجودة بشكل واسع الانتشار، وأن المحتويات العامة للمخطوطات تتوافق تمامًا مع الرسم العثماني المعتمد.
وفي النهاية، يجب التأكيد أن اتهام الكتاب المقدس الإسلامي بأنه قد تعرض للتلاعب يعد افتراءً خبيثاً لا يستند إلى أي حقائق علمية ودينية موثقة. لقد حفظه الله تعالى بحكمة خاصة به ورعاية خاصة منه لحفظ كلامه الحق الوثيق.