فيما يتعلق بسؤال حول نزول بعض السور القرآنية بشكلٍ خاص، يشير الخبر إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ذكر أن سورتي "البراءة" و"قل هو الله أحد" قد نزلتا معه وعلى رأسه سبعة آلاف صفوف من الملائكة، ولكل واحد منهم نفس النصيحة لنا بشأن نسبة الله حق قدره. لكن يجب التنبيه هنا إلى أن الحديث رواه الثعلبي في 'الكشف والبيان' بإسناد ضعيف بسبب وجود راوين مجهولي الهوية فيه. لذلك، فالحديث لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر موثوق للمعلومات الدينية.
بالانتقال لسورة التوبة ("البراءة") تحديدا، هناك دليل آخر يدعم الرأي بأنها نزلت كاملّة قبل غربة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حسب تفسير البرءاء رضوان الله عليه.
أما بالنسبة للحديث الآخر الذي يقول إن قراءة سورة الأنفال والبراءة يؤديان للشهادتين بيوم القيامة وتحقيق العديد من الثواب والأعمال الصالحات، فهذا أيضا غير معتمد. حيث ينتمي لإطار أحاديث فضائل القرآن والتي تكون عرضة للتحريف والتلاعب لأنها ليست ضمن الأمور الأساسية التي تتطلب تدقيقا مضاعفا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإسناد لهذا الحديث ضعيف للغاية نظرًا لتضمّنه شخصيات غير معروفة وغير موثوق بها بالسند العلمي المناسب.
وفي الأخير، فيما يتعلق بالحديث الثالث المتعلق بسورة التوبة وجاذبية قبول التوبة فيها كتوبة آدم ودعوة زكريا المستجابة، فالدراسات الشرعية الحديثة تشير بأنه حديث بدون أساس تاريخي ثابت ولم يتم اعتماده مطلقا بين علماء الدين المؤكدين.
ختاما، رغم أهميتها الروحية والمعنوية، تبقى هذه القصص جزءاً من التاريخ الإسلامي الغني ولكنها تحتاج دائما للتأكيد والتحقق عبر دراسة علمية دقيقة قبل اعتمادها كنصوص قرآنية رسمية. وفي النهاية، يأتي فهم القرآن الكريم وفهم سنته المطهرة بناء على مجموعة واسعة من الأدلة والمبادئ الاسلامية التي تم توثيقها عبر القرون.