الدور الشرعي للأهل في مواجهة انحراف الأبناء: التحديات والحلول

في عالم مليء بالتقلبات والتحديات الاجتماعية والأخلاقية، يمكن أن تواجه الأسر تحديًا صعبًا يتمثل في مواجهة انحراف أبنائهم. الإسلام يدعو الآباء والأمهات

في عالم مليء بالتقلبات والتحديات الاجتماعية والأخلاقية، يمكن أن تواجه الأسر تحديًا صعبًا يتمثل في مواجهة انحراف أبنائهم. الإسلام يدعو الآباء والأمهات إلى تحمل المسؤولية الكاملة عن صحوة أبنائهم الروحية والفكرية والاجتماعية. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا". هذا التحذير يؤكد على دور الوالدين في حماية عائلتهم من الضلال.

في حالة ابنك العزيز، يجب أن تعلم أنه ليس هناك مجال للاستسلام أو اليأس. بدلاً من اتخاذ قرارات قطعية مثل قطع العلاقات، إليك بعض الخطوات العملية التي يمكن أن تساهم في إرشاده مرة أخرى إلى الطريق المستقيم:

1. الاستمرار في التواصل:

قطع الاتصال قد يؤدي إلى تفاقم الحالة بدلاً من تحسنها. إبقاء ابنك ضمن بيئة العائلة يوفر لك الفرصة للتوجيه المباشر وكذلك استخدام وسائل غير مباشرة لتغيير وجهة نظره. يمكنك مشاركته في نشاطات دينية واجتماعية داخل المجتمع المسلم المحلي، وهو شيء يساعد كثيرًا في إعادة الثقة بالنفس والشعور بالانتماء.

2. التربية والدعم النفسي:

استخدم الوسائل الدينية لتحقيق تأثير عميق على نفس ابنك. ذكرّه دوماً بطاعة الله والخوف من عقاب الله، واستعرض قصص الأنبياء السابقين، خاصة قصة سيدنا لوط وزوجته وابنهما الوحيد الذين نجونا بسبب إيمانهما القوي. هذه القصص يمكن أن تقنع قلب ابنك بأن طريق الحق لا يزال متاحاً حتى اللحظة الأخيرة.

3. تحديد الموقع المناسب للعلاج:

ربما تحتاج عائلتك إلى نقل موقع إقامتك الحالي إلى مكان أكثر تحفظاً دينياً وعادات اجتماعية أفضل مما يساعده على التعامل بشكل أكثر فعالية مع مشاكله النفسية والجسدية. بالإضافة لذلك، ربما يفيد التنقل إلى بلد مسلم أصيل للإطلاع على نمط حياة مختلف تماماً.

4. التشجيع على الأعمال المثمرة:

الشغل والرياضة هما عاملان أساسيان لاستعادة الصحة النفسية والعقلانية لدى الشباب المنحرفين جنسياً. البحث عن عمل جزئي مثمر سيحتل معظم يومه وبالتالي لن يبقى لديه الوقت للحصول على الأفكار الخاطئة أو القيام بالأفعال المغرية ذات المحتوى الجنسي الغير أخلاقي. أما بالنسبة للنشاط البدني فهو مهم للغاية لصحة الجسم والعقل أيضاً.

5. الدعاء والثبات:

أخيراً وليس أقل أهمية, لا تتوقف يوماً واحدة عن طلب الرحمة والشفاء من الخالق عز وجل. أدعوه باستمرار كي يقوي إيمان ولدك ويعيده لطريق الصواب ويتيح له فرصة جديدة للتوبة النصوحة. ثق بأنه مهما كانت الظروف، فإن باب الرجاء مفتوح دائمًا بالإيمان والقناعة بالقضاء والقدر برحمته الواسعة سبحانه وتعالى.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog postovi

Komentari