تنص الآية الكريمة من سورة النور على أنه يجوز للمرأة المؤمنة إظهار زينتها لبعض الأقارب الذكور، مستثنيةً بذلك الأجانب عنها. ويذكر فيها الآباء، ثم يأتي أبناء الزوجة وأبناؤه كالتالي. قد يبدو التسلسل في المقدمة غامضا بالنسبة لنا اليوم، ولكنه يعكس عمقا معرفياً ومعرفيًا وفلسفيًا دقيقاً.
وفقا للتفسير الإسلامي التقليدي، هناك عدة اعتبارات لمنح هؤلاء الأقارب وضعا خاصا في نظر القانون الديني.
أولا، يتميز كل فرد على قائمة الاستثناء بتنوع درجة الفائدة والميل المحتمل نحو فتح أبواب العملية الخاصة بهم. عند الحديث عن الزوج، فهو الشخص الأكثر ارتباطا وزواجا بشكل شرعي بها، مما يعني قدرته الطبيعية والإمكانيات الأكبر لرؤية تفاصيل الجسم التي ليس لديها سبب لإخفائها عنه. وعلى الجانب الآخر، رغم ضرورة وجود علاقة قرابة مع الأطفال الآخرين داخل أسرتها المتعددة الأعضاء مثل أبناء زوجها وأبويه وأبناء الأشقاء وما إلى ذلك، يعتبر احتمال وقوع أي تصرف مشين أقل بسبب طبيعة تلك العلاقات والتوقعات المرتبطة بكل دور موجود ضمن المجتمع المنظم وفق الشريعة الإسلامية.
ثم تأتي طبقة أخرى تشكل دائرة أقرب للقريب حين نعيش نفس البيئة المنزلية تحت سقف واحد حيث تتطلب الحياة العمليات اليومية التواصل المنتظم بين الأفراد المقربين للغاية. ومن هنا يستند القرار برفعه مستوى غطاء خاصة عندما تكون المسافة الاجتماعية قصيرة جدا، وذلك مراعاة لحقيقة أنها ستكون مضطرة للتقابل باستمرار وحياة مشتركة طويلة المدى. بالإضافة لذلك أيضا تعلن النصوص بأن معظم أفراد هذه الربطة مرتبطة بشروط اجتماعية واضحة تمكن تحقيق نوع مختلف تماما عما يمكن توقعه عبر روابط خارجية كالتي تربطهما بالأطفال خارج نطاق التجربة الشخصية. وهذا يشمل احترام كبير واحتفاظ بسلوك مهذب أثناء المواجهة الواحدة والثانية والثالثة,...الخ. بينما يقترح خبراء الدين القدماء أيضا شعورا أصغر بكثير تجاه احتمالات انتهاكا خصوصيتها بدءا بفكرة كونها محمية داخل نظام اجتماعي متماسك يقوم بحرمان المعاصرين تحديدا من فرصة الانحراف أو التدخل اللاإضافيين - وهي حقائق معروفة لدى الجميع وتحترم بصمت لدى جميع المجال الإنساني العام آنذاك وليس فقط داخليا فقط خلافا لما يحدث حاليا والذي يسمح لكل شخص باتخاذ قراراته السياسية والعائلية وصنع مصيره اعتمادا عليه ذاتيا بدون ضغط خارجي وبغير مساعدة اي طرف آخر بخلاف نفسه ومحيطه الاسري الضيق نسبيا الآن بالمستوى الحالي للعلاقات الحديثة الموبوءة بالقضايا الجنسية المختلفة والتي جعلت النساء أكثر تخوفا وانزواء وانغلاقآ في ظل مجتمع هالك محتضن لنظرية الحرية المطلقـّة للشخص واحلام المستقبل المثالية بلاقيود تقيد حرية الإنسان!!!..
وبشكل عام، تعتبر رؤيتنا حول التحولات الثقافية واجتماعية ونفسية مهمة لفهم كيفية التأثيرعلى التشريع المبني على منظور الماضي وآثار العقائد الروحية والقيم والقوانيين القديمة القديمة منذ القدم!! ومن الجدير ذكره أنه حتى لو تبدو بعض التفسيرات منطقية لنا كمراقبين حديثين فليس بإمكاننا تحديد الدافع الخام خلف اختيار الرسول لهذا الترتيب الخاص لهذه العلاقة الثانية الثقالة المصاحبة للحضور الوثيق للجسد الواقع فوق الأرض مبينا حقوقهما وواجباتهما! إنه عالم مليء بالحميمية والأسرار والمعرفة الداخلية وغالب الاحيان مجهولٌ أمام ناظرٍ غريب عن مكان حقيقي يحتشد فيه الكثير ممن نعتبرها جزءintegral جزء لا يتجزء منه...