يمكن أن يشكل انخفاض معدلات نبضات القلب لدى الجنين أثناء الثلث الثاني من الحمل، والذي يوافق عادةً الأشهر الأربعة الأولى من حمل المرأة، مصدر قلق كبير لكلٍّ من الأمهات وأطبائهن. هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في هذا الانخفاض في النبض الطبيعي للجنين:
- التشوه الخلقي: بعض الحالات التشريحية غير الاعتيادية مثل متلازمة داون أو تشوهات القلب يمكن أن تؤثر سلباً على نشاط القلب الجنيني. هذه الحالات غالباً ما يتم التعرف عليها عبر الفحوص الدقيقة للأمراض الوراثية والحفظية.
- الإجهاد التأكسجي: نقص كمية الأكسيجين المقدمة إلى الجنين بسبب مشاكل الحمل المتعلقة بالمشيمة أو المشيج (الحبل السري) يمكن أن يؤدي أيضاً إلى إنخفاض نبضات القلب. وهذا النوع من الضيق المؤقت يمكن علاجه بإعطاء دفعات إضافية من أكسجين للمرأة الحامل.
- الأدوية والمواد الكيميائية: تناول بعض الأدوية الخاصة والأدوية العامة بدون وصفة طبية بالإضافة إلى تعاطي المخدرات والكحوليات بشكل كبير أثناء فترة الحمل، كلها عوامل معروفة بتسببها في تلف نمو الجنين وتأثير سلبي مباشر على عملية تنمية ونبض قلبه الصغير.
- مشاكل صحية أخرى لدى الأم: حالات أمراض مزمنة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم أو حتى العدوى البكتيرية أو الفيروسية القوية قد تتداخل مع نظام دوران الدم داخل الرحم وبالتالي تقليل توافر الغذاء والمعادن اللازمة لتغذية الجنين ومن ضمنها المعادن الضرورية لوظيفة القلب.
- العوامل النفسية والجسدية للإرهاق الشديد: الإجهاد النفسي والعاطفي المستمر نتيجة الظروف البيئية المضطربة فضلاً عن بذل مجهود جسدي زائد يمكن أن يُضعفا تدفق دموي معتاد نحو المشيمة مما يعرض حياة جنينك لخطر عدم الحصول على تغذية جيدة بما فيها الطاقة المناسبة لقلب الطفل الصغير.
- صغر رأس رحم الأم: إذا كانت عضلة الرحم صغيرة جداً مقارنة بحجم الجنين، فذلك أيضا أحد الاحتمالات الرئيسية لانخفاض حركات قلب الجنين لأن الراحة المتزايدة ضرورية لصحة الجهاز الدوري الخاص به ولمواصلة عملياته الحيوية الأخرى بكفاءة كاملة.
إن فهم وتحديد سبب حدوث ذلك أمر أساسي لإدارة الحالة بطريقة فعالة وآمنة سواء للحفاظ على سلامة الأم أو دعم محاولة إبقاء الجنين حيّا ومستقر بصورة مثالية قدر المستطاع تحت رعاية طبية مهنية عالية المستوى ومتخصصة للغاية. عند وجود شكوك بشأن مستوى أداء جهاز القلب لدي طفلك، ينبغي مراجعة طبيبك فورياً لمزيد من الدراسات والتوجيه حول الخطوات التالية المناسبة لهذه الطوارئ الطبية المحتمَّة.