عند التعرض لوضع حيث تموت فأر وانتشرت نجاستها داخل خرطوم، وتسبب ذلك براغم أو رائحة حتى بعد عملية التنظيف الكاملة بواسطة الماء أو المنظفات الأخرى؛ فإنه وفقاً للمذهب المالكي، يشترط لإعادة اعتبار الشيء طاهراً عدم وجود أي أثر ظاهري لهذه النجاسة سواء كانت تلك الأثار تتمثل في الطعم أو اللون أو الرائحة. ومع الأخذ بعين الاعتبار أنه يمكن التساهل عندما تتطلب الحالة تعقيدات مثل مقاومة المياه للتخلص تماما من بعض الروائح العنيدة مثل تلك المرتبطة بحالات بول الأشعر والبراز والعطور الكحولية وغيرها. بشكل عام، ينص علماء الدين الإسلاميين على أنه بإمكان الشخص الاعتماد على شهادة حساسية الشم لدى الأفراد الذين لديهم القدرة الطبيعية على اكتشاف وجود الروائح الغامضة والاستنتاج بناء عليها فيما يتعلق بطهارة المكان أو المداس أو الملابس وما إلى ذلك. ويُشار أيضاً إلى أهمية الحصول على المساعدة باستخدام مواد أخرى عند الضرورة -مثل منظفات خاصة- وذلك للقضاء النهائي على كل آثار النجاسة.
وقد أكدت فتاوى لجنة دائمة شهيرة في المملكة العربية السعودية على أن مجرد زوال شكل النجاسة ولو ترك اثراً مرتبطاً بها "كالرائحة"، يعد أمراً مسامحاً لأنه لن يتم التأثير سلبياً على صحة الوضوء والصلاة حسب الفتوى الإسلامية التقليدية المعتمدة لهذا السياق المعني.