بعد البحث والتدقيق في الروايات التي وردت حول وفاة سميّة بنت خباط، الأم الشهيرة لعبد الله بن عمرو بن عبد ياسر، والمعروف أيضًا بعمار بن ياسر، توضح المصادر الإسلامية أنه يُعتقد بشكل عام أن أبا جهل، العدو الرئيسي للإسلام والمؤمنين، هو الذي قتل هذه المرأة المسلمة المخلصة. تُعتبر قصتها واحدة من أشهر القصص في تاريخ الإسلام المبكر.
وفقاً لأشهر الروايات الموجودة ضمن كتب الحديث والسير، بدأت قصة معاناة سميّة عندما بدأت بالإعلان عن اعتناقها للإسلام. تعرضت لإساءة ومعاملة قاسية من قبل أفراد عشيرتها الذين حاولوا دفعها للتراجع عن إيمانها الجديد. وصل الأمر بها إلى حد التعرض للعذاب والاستعباد بسبب تمسكها بإيمانها بإخلاص. وفي إحدى المراحل الأكثر ظلمة لهذه المحنة، قام أبو جهل، الرجل المعروف بشدة غضبه وعدائه للدين الجديد، بتوجيه ضربات مميتة إليها باستخدام رمح. وهكذا أصبحت سميّة أول شهيدة مسلمة وفق العديد من المؤرخين والعلماء المسلمين القدامى مثل ابن سعد والحافظ ابن كثير وابن حجر وغيرهم.
على الرغم من عدم وجود سند كامل ومتكامل لهذه الواقعة في النصوص الأصلية، فإن انتشار هذا الرأي بين علماء السيرة والتاريخ يشير إلى قبول كبير لهذا الحدث باعتباره جزءاً مهماً من ذاكرة المجتمع الإسلامي الأولى. بالإضافة لذلك، فإن السياق العام لتطور الأحداث الدرامية خلال تلك الفترة الزمنية يؤكد احتمالية تورط شخصيات بارزة مثل أبي جهل في أعمال عدائية ضد المسلمين المستجدين آنذاك.
وفي النهاية، فإن رغم كون التفاصيل المحيطة بمقتل سميّة ليست محكمة بالسند المطابق لقواعد تدوين الحديث الشريف، إلا إنها تشكل نقطة محورية هامة للغاية داخل سرديات البداية الصعبة لدرب الدعوة الإسلامية الجديدة وسط مقاومة شديدة من قادة الطغيان وثقل التقليد الوثني السائد حينئذ.