تواجه العديد من النساء تحديات مشابهة عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات الهامة حول مستقبلهم المهني والشخصي. في حالتك، تواجهين فرصة ذهبية لاستكمال دراسات طب في بلد مختلف ولكن في بيئة مختلطة، مما قد يثير مخاوف بشأن الامتثال للمبادئ الدينية والحفاظ على الهوية الشخصية والثقافية. بالإضافة إلى ذلك، هناك جاذبية عاطفية تجاه شيخ محدد يتمتع بالأخلاق الحميدة، مما يعقد الأمور بشكل أكبر. دعونا نحلل هذه المسائل بعناية.
أولا، يجب الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة المرتبطة بالدراسة في بيئات ثقافية مختلفة. بينما تعد الفرص التعليمية مفتوحة أمام الجميع، إلا أنها تأتي مصحوبة بالتحديات الخاصة بكل مجتمع. فالطبيعة المختلطة لأوضاع الحياة اليومية والمرافق الاجتماعية في كندا تشكل تحديًا كبيرًا لمن يريد الاحتفاظ بتعاليم الإسلام والقيم الإسلامية باستمرار. قد يؤثر هذا تأثير سلبي على قدرتك على الحفاظ على الحجاب الكامل وتطبيق قواعد اللباس المناسبة أثناء التدريب السريري الطويل الأمد، وهو شرط أساسي للحصول على شهادة طبية معتبرة. لذلك، فإن احتمال عدم القدرة على البقاء ملتزمة بتعاليم الدين عند الانتقال لأجل الحصول على شهادات علمية ذات مكانة عالية يعتبر خطوة محفوفة بالمخاطر للغاية ويجب تفاديها قدر الإمكان.
ثانيًا، ينبغي النظر جديا فيما إذا كانت وظيفة الطبيبة تناسب دور المرأة الأساسي كمربيّة لعائلة وصانعة للحياة الأسرية الصغيرة. رغم أهميتها ودورها الفعال في خدمة الإنسانية، إلا أنه نادراً ما تسمح مهنة الطب بالحفاظ على التوازن المتوقع داخل العائلة التقليدية بسبب كثافة العمل ومتطلباته المستمرة. وقد تؤثر مضامين عملك الجديد أيضًا بطريقة عميقة على قدرتِك على تقديم الرعاية اللازمة للأطفال وعلى إدارة المنزل بشكل عام بما يتوافق مع المعايير الثقافية والدينية المعتمدة هنا. وبالتالي، فإن قبول عرض كهذا يعني اتخاذ قرار جدي وضخم له انعكاسات طويلة المدى لن تكون لها نتائج مرضية دائماً.
ثالثًا، يبدو ارتباطك الرومانسي بالعزيز الشيخ علامة واضحة على وجود ميل عاطفي صادق تجاه شخص مناسب قادرٌ بالفعل على فهم حاجات قلبك وملتقيات عقلك أيضا. وكما ورد في النصوص النبوية الشريفة "(إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ)"، فهذه المقولة تصنف ضمن التحذيرات والنصائح المقدمة لحماية الشباب من الفتنة وخلو الأرض من الفسوق المنتشر. وهكذا تبدو فرصتنا الوحيدة حاليا هي التفاهم حول طرق مناسبة للإعداد الأكاديمي بطرق أقل تعارضاً مع نظام حياة مسلم محافظ. ويمكن الاستفادة منها عبر تحديد تخصص مختلف يسمح بإتمام مراحل التعلم بدون زيارة مكثفة للمعارف العلمية عقب انتهاء مرحلة الجامعات الرئيسية والتي تتضمن غالبية عمليات التدريس العملية الداخلية للجسد الحيوي المختلفة تمام الاختلاف عن تجارب الواقع خارج مراكز البحث الحكومية وغير الحكومية الأخرى المشابهة . فضلا عن كون إمكانية استخدام وسائل التعلُّم الإلكترونية الحديثة المتوفرة حالياً أمورا ممكن تحقيقها بكفاءة عالية دون بذل الكثير من الوقت والجهد البدني المبذول سابقاً قبل انتشار الظروف الصحية العالمية الأخيرة.
وفي النهاية وليس آخر الأمور المطروقة قبله جميعها ذكر حقائق تبقى قائمة مدى الدهر ولابد منها حتى ولو توقفت عملية البحث والاستقصاء لفترة وجيزة تحت مظلة ظروف ظرفية قصيرة المدى نظرا لقصر عمر الإنسان الدنيا حسب الكتاب العزيز ""وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"". لذا فأنت الآن مطالبة باتباع نهج الاستشارة قبل كل مطلوب القيام به والذي يأخذ شكلا خاصا بنوعيته لدى المسلمين منذ القدم ويعرف باسم 'الإستخار'. فهو طلب من الرب جل وعلا بيان أفضل الخيارات المتاحة لنا حين نشعر بأنه يوجد نوعا ما من الارتباك الداخلي الذاتي واتجاه الغرائز