هل الدعاء المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم لبناء بيت في الجنة صحيح؟

على الرغم من انتشار هذا الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يوجد دليل شرعي قاطع يدعمه. الدعاء نفسه، الذي يتضمن ذكر أسماء الله الحسنى، مستمد

على الرغم من انتشار هذا الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يوجد دليل شرعي قاطع يدعمه. الدعاء نفسه، الذي يتضمن ذكر أسماء الله الحسنى، مستمد من عدة أحاديث صحيحة في السنة النبوية. ومع ذلك، فإن الجزء المتعلق ببناء بيت في الجنة لمن يقرأ هذا الدعاء ويقدمه لغيره ليس له أساس في النصوص الشرعية.

الدعاء نفسه، وهو "اللهم إني أسألك بأنك أنت الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الرحمٰن الرحيم الحي القيم المنّان، بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام"، يجمع بين عدة أحاديث صحيحة في تعيين اسم الله الأعظم.

روى الإمام أحمد في "المسند" (38/45)، وأبو داود (1493)، وابن ماجه (3857) عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: "اللهم إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد"، فقال: "لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب".

كما روى الإمام أحمد في "المسند" (20/61)، وأبو داود (1495) عن أنس: "أنّه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا ورجل يصلي، ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".

ومع ذلك، فإن الجزء المتعلق ببناء بيت في الجنة لمن يقرأ هذا الدعاء ويقدمه لغيره ليس له أساس في النصوص الشرعية. لذلك، يجب التعامل مع هذا الحديث بحذر وعدم اعتباره حقيقة ثابتة دون دليل شرعي قاطع.

في النهاية، من المهم أن نعتمد على المصادر الشرعية الموثوقة عند البحث عن أحاديث نبوية أو أدعية، وأن نتحقق من صحتها قبل نشرها أو الاعتماد عليها.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات