الحقن المجهري والقواعد الشرعية لحالة الأخوات: دراسة متعمقة للحكم والاستشارة الطبية المناسبة

في سياق القضية المطروحة، تتعلق إحدى الأخوات بالحصول على المساعدة الطبية لإنجاب طفل عبر عملية الحقن المجهري. شرطها الوحيد هو عدم تعرض جسمها لرؤية الرجا

في سياق القضية المطروحة، تتعلق إحدى الأخوات بالحصول على المساعدة الطبية لإنجاب طفل عبر عملية الحقن المجهري. شرطها الوحيد هو عدم تعرض جسمها لرؤية الرجال خلال هذه العملية، حيث أنها ترى الطلاق أفضل لها من حدوث مثل هذا الأمر. الواقع العملي لهذه الحالة ينطوي على ضرورة مشاركة رجال في بعض الخطوات الرئيسية لهذا الإجراء. هنا نقوم بتقديم توضيح شامل للقواعد الشرعية المرتبطة بهذا الوضع الاستشاري الخاص بطبيب النساء.

أولاً وقبل كل شيء، يؤكد القانون الديني الإسلامي أنه من المستحب أولاً القيام بإجراء أي نوع من أنواع عمليات التلقيح الاصطناعي بواسطة طبية مسلمة مدربة بشكل كامل. وفي حال عدم وجود واحدة منها، يمكن قبول خدمات طبية من جنسيات مختلفة بشرط الكفاءة والثقة في قدراتها المهنية. وتؤكد الفتاوى الحديثة الصادرة عن هيئات دينية رسمية عالمية مثل رابطة العالم الإسلامي أن "التلقيح الاصطناعي" يعد وسيلة مشروعة ولكن ضمن شروط معينة تضمن خصوصية ومعايير أخلاقية عالية للمرأة أثناء علاجها.

بعد استيفاء تلك الخطوة الأولى، يتم التأكيد أيضا وفقا لقرارات مجمع الفقه الإسلامي بأن الحاجة الملحة لطفل - سواء بالنسبة للأم أو الأب - تعد سببا مشروعاً يسمح بقبول وسائل التلقيح الاصطناعي تحت رقابة محكمة وشاملة من الناحية الأخلاقية والإنسانية والمعنوية.

ومع ذلك، عندما يضعف رغبة المرأة في الكشف على طبيب ذكر بسبب اعتباراتها الشخصية، فإنه لا يجوز للطبيبة مخالفة إرادتها وانتهاك حرمة هذه المعتقدات الدينية والأخلاقية الشخصيه الخاصة بها. فقد أكدت القرارات الرسمية المختلفة حول العلاج الطبي أهمية الموافقة المكتوبة الصريحة من جانب المرضى المحارم الذين لديهم القدرة الفكرية لاتخاذ مثل هذه القرارات الهامة. وهذا يعني أن أي خطوات طبية ستُنفذ فقط بناءً على تفاهم واضح ومتبادل بين جميع الأطراف ذات العلاقة بما فيها الأم وزوجها وكذلك الفريق الطبي المسؤول عنها.

بشكل عام ، تنطبق قاعدة أساسية مهمة وهى انه بغض النظرعن مدى جدوى او احقية الرغبه فى الوصول الى نتيجة مرضيه (وهى الحمل) , فان الاحترام الكامل لامكانيات الاختيارات والعادات الثقافية والدينية للمريضه تشكل جوهر التعامل المثالي داخل اطار العلاج الطبي الحديث . لذلك,إذا كانت المرأة المصابة بالعقم ترفض بشدة رؤية رجل أثناء عملية نقل الأجنة إلى رحمها، فلا بد من احترام طلباتها وعدم إجراء تلك العملية بدون اطلاعها عليه حتى ولو كانت نوايا فريق الطب حسنة النوايا نحو تحقيق هدف واحد وهو اسماًه الا وهو زيادة فرص الاحتفال بولادة جديد!


الفقيه أبو محمد

17997 بلاگ پوسٹس

تبصرے